يمكنك التبرع باستخدام (أبل باي) باستخدام متصفح سفاري
الرياض - حي المروج
0554200750
عند البحث عن سبب نزول سورة النساء، سنجد أنها لم تنزل مرة واحدة، بل جاءت آياتها متفرقة ولكل آية قصة جاءت استجابةً لأحداث ووقائع محددة عايشها المجتمع الإسلامي في بداياته.
ففي فترة ما قبل الإسلام، كانت المرأة تُحرم من العديد من حقوقها الأساسية، خاصة فيما يخص الميراث والزواج والطلاق وغيرها من المعاملات.
لذلك، نزلت أحكام هذه السورة تدريجيًا لتوضح حقوق المرأة و تعيد لها مكانتها، لتُصبح دستورًا ينظم حياتها ويحفظ كرامتها في الإسلام.
ونظرا لكثرة ما تضمنته هذه السورة من أحكام تضمن حقوق المرأة سميت أيضًا باسم سورة النساء الكبرى.
معا سنتعرف عن أسباب نزولها وفضائلها.
يقول الله تعالى في مطلع سورة النساء: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).
سبب نزول هذه الآية العظيمة، بأنها جاءت بعد موقف مؤثر رآه النبي صلى الله عليه وسلم.
حيث وفد عليه قوم من قبيلة مضر، كانوا في حالة شديدة من الفقر والعوز، حفاة عراة يرتدون جلود النمور، تأثر الرسول عليه الصلاة والسلام لحالهم، فصلى بالناس ثم خطب فيهم، وفي خطبته، تلا هذه الآية ليحثهم فيها على تقوى الله، وصلة الأرحام، ويدعوهم إلى الصدقة ومساعدة الفقراء و المحتاجين.
(وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا).
نزلت هذه الآية لتعالج مشكلة واقعية حدثت بين وصي على مال يتيم وابن أخيه اليتيم.
كان هذا الوصي من غطفان، وعندما كبر اليتيم وطلب ماله، رفض عمه أن يسلمه إياه، ولم يكتفِ بذلك، بل كان يتحايل على اليتيم بتبديل غنمه الجيدة بغنم اليتيم الضعيفة، مدعيًا أن "شاة بشاة".
عندما رفع الأمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاءت هذه الآية لتضع حدًا لهذا الظلم، تأمر الأوصياء بتسليم أموال اليتامى إليهم كاملة غير منقوصة عند بلوغهم، وتنهى عن أي تبديل أو خلط يؤدي إلى أكل مال اليتيم بالباطل، مؤكدة أن ذلك إثم عظيم.
وقد جاء في قوله تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا).
بينت السيدة عائشة رضي الله عنها أن هذه الآية نزلت في حق اليتيمة التي تكون تحت وصاية ولي أمرها.
حيث كان بعض الأولياء يرغبون في الزواج من اليتيمة التي تحت كفالتهم، لجمالها أو لمالها، لكنهم كانوا يطمعون في الزواج منها بأقل من المهر الذي تستحقه مثيلاتها من النساء، فجاءت الآية لتنهى هذا الظلم، وتشترط العدل المطلق في التعامل مع اليتيمات، وإعطائهم مهورهن كاملة. فإن خشي الولي ألا يعدل في حق اليتيمة، أُمر بالزواج من نساء أخريات من غير اليتيمات، ووضعت الآية حدًا للتعدد بأربع نساء كحد أقصى، بشرط القدرة على العدل بينهن، وإلا فالأفضل الاكتفاء بزوجة واحدة لتجنب الميل والظلم.
سُميت سورة النساء بهذا الاسم لأنها تناولت عددًا كبيرًا من الأحكام والقضايا المتعلقة بالنساء، بشكل لم يرد مثله في أي سورة أخرى من القرآن الكريم.
ويرتبط سبب نزول سورة النساء بالعديد من الوقائع والقضايا التي كانت تعيشها الأمة الإسلامية في ذلك الوقت، حيث كانت الحاجة ماسة لتوضيح حقوق النساء وواجباتهن.
إن هذا التركيز على حقوق وواجبات النساء، بالإضافة إلى مسائل الزواج والميراث، جعلها تُعرف بإسم "سورة النساء الكبرى" لتميزها عن "سورة النساء الصغرى"، وهي سورة الطلاق التي تتناول جانبًا محددًا من أحكام المرأة.
تحتوي سورة النساء على العديد من الآيات التي توضح الكثير من القضايا المتعلقة بحقوق المرأة، مثل الزواج والطلاق والميراث، وتوضيح ضوابط تعدد الزوجات وأهمية المودة والرحمة لعلاقة زوجية مستقرة.
فمثلا في قوله تعالى (وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ)
توضح الآية هنا أحكام الميراث بدقة، وتحدد نصيب النساء في الإرث بوضوح، مما يضمن حقوقهن المالية ويُنهي أي ممارسات جاهلية كانت تحرمهن من الميراث.
إن كل آية من آيات سورة النساء تشتمل في تفسيرها على مقاصد تشريعية عميقة ومبادئ تُشكل دستورًا في حياة المسلم سواء كان رجل او امرأه.
لم يرد فضل صريح خاص بسورة النساء، إلا أنها كغيرها من سور القرآن الكريم تحمل فضلًا عظيمًا في قراءتها وتدبرها والعمل بما جاء فيها من أحكام.
ولعل أبرز ما يميز سورة النساء هو اشتمالها على آيات تفصيلية ودقيقة تنظم مسائل الميراث بين الورثة، وتحدد نصيب كل فرد من الورثة، سواء كان رجلاً أو امرأة.
هذا التفصيل يضمن حقوق النساء المالية ويُنهي أي ممارسات كانت تحرمهن أو تُنقص من حقهن في الميراث.
في جمعية "تعلم"، نعلم جيدًا كيفية تعليم القرآن الكريم وعلومه بأسهل الطرق وأكثرها فاعلية، تحت إشراف نخبة من المعلمين والقراء الحاصلين على إجازات في القراءات العشر وأصول التجويد وأحكام التلاوة.
على مدار أكثر من 45 عامًا، قدمنا العديد من المشاريع والحلقات القرآنية المتميزة لتسهيل و تيسير حفظ القرآن الكريم وتعلمه.
ندرك جيدًا سبب نزول سورة النساء وما تتضمنه من أحكام، ونرغب في تعليم بناتنا وأبنائنا أحكام الشريعة الإسلامية ومبادئ العدل والمساواة في هذه السورة، مما يضمن للجميع حقوقهم في الحياة بكرامة.
لذلك ندعوكم للمشاركة معنا في دعم مشروع وقف النور القرآني هذا الصرح المبارك الذي يعد من أفضل المشاريع القرآنية في المملكة العربية السعودية، يهدف لتعليم القرآن الكريم وعلومه لأكثر من 80 ألف طالب وطالبة.
وكذلك كفالة حلقة قرآنية التي تضم نخبة من المعلمين و المعلمات يساعدونك على تدبر وفهم سورة النساء وما جاء بها من أحكام، و باقي سور القرآن بمنتهى السلاسة واليسر.
إن سورة النساء هي واحدة من أعظم سور القرآن الكريم لما تحتويه من آيات وأحكام تُعد منهجًا متكاملًا لحياة المسلم سواء كان رجلاً أو امرأه!
لذلك لا تبخل على نفسك من تعلمها وتدبرها لتكون لك دستورًا يسهل عليك حياتك ودليلاً يرشدك للصواب في الكثير من المواقف.
اعرف اكثر عن سبب نزول سورة النساء والأحكام التي تشملها و سبب نزول كل آية وتفسيرها مع جمعية تعلم.
تواصل معنا الآن، وانضم لحلقاتنا القرآنية وأتقن تلاوة القرآن الكريم بأيسر الطرق وأكثرها فعالية!
الحكمة الأساسية من سورة النساء هي تحقيق العدل في والإنصاف المجتمع الإسلامي، وخاصة فيما يتعلق بحقوق النساء واليتامى والضعفاء.
جاءت هذه السورة لتُبين أحكامًا تفصيلية تنظم العديد من القضايا مثل الزواج، الطلاق، والميراث، لتُنهي بذلك ممارسات الجاهلية وتضمن لكل إنسان حقه وكرامته في الحياة.
سورة النساء لم تنزل دفعة واحدة، بل كانت آياتها تتوالى استجابة لأحداث ووقائع محددة:
فمثلاً نزلت الآية الأولى منها بعد أن رأى النبي صلى الله عليه وسلم قومًا فقراء جدًا، فحث الناس على الصدقة وتلا عليهم الآية.
نزلت آيات محددة لتأمر بحفظ أموال اليتامى وتسليمها لهم عند بلوغهم، وتنهى عن التلاعب بها أو أكلها بالباطل.
وآيات تتعلق بالزواج والتعدد لتضع ضوابط للعدل بين الزوجات، وتحديدًا لمنع الظلم الذي قد يقع على اليتيمات اللاتي يرغب الأولياء في الزواج منهن دون إعطائهن مهورهن كاملة.
وأيات تحدد الإرث الشرعي وتحفظ حقوق النساء في الميراث.
وغيرها من الآيات التي نزلت لتعالج قضايا كثيرة كانت تحدث للمسلمين في بداية الإسلام لتنظم لهم حياتهم وتضمن حقوقهم.
