يمكنك التبرع باستخدام (أبل باي) باستخدام متصفح سفاري
الرياض - حي المروج
0554200750
عند الحديث عن فضل قراءة سورة الكهف، يتبين لنا من خلال النصوص الشرعية، والأحاديث النبوية، عظيم الأجر والثواب المترتب على تلاوتها، وما تمنحه للقارئ من بركة وأجر عظيم.
فسورة الكهف تحمل في طياتها كنوزًا من العبر والقصص والمعجزات، الأمر الذي يجعلها سورة مباركة يستحب للمسلم أن يجعل لها وردًا في يومه أو أسبوعه، خاصة في يوم الجمعة كما ورد في السنة النبوية.
وإدراكًا منا بفضل هذه السورة المباركة، فقد جمعنا لك فضائل قراءتها وتدبرها ومعجزاتها حتى تكون على بينة من عظيم منزلتها ويزداد حرصك على تلاوتها ونيل اجرها العظيم.
وردت عدة أحاديث تؤكد على هذه الفضيلة العظيمة.
ففي حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه، عندما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة الدجال، أرشد إلى قراءة فواتح سورة الكهف لمن أدركه، لما فيها من قوة وتأثير في رد هذه الفتنة العظيمة.
وفي حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن من يحفظ عشر آيات من بداية سورة الكهف، فإنه يُعصم ويُحفظ من الدجال.
وفي روايات أخرى لأبي داود والترمذي والنسائي، يُذكر حفظ عشر آيات أو قراءة ثلاث آيات من أولها كسبب للعصمة من فتنة الدجال.
هذه الأحاديث تبين أهمية تدبر وحفظ أوائل هذه السورة المباركة، وفضلها في الحماية من فتنة المسيح الدجال
يشير قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "سورة بني إسرائيل والكهف، ومريم وطه والأنبياء: هن من العتاق الأول، وهن من تلادي" إلى قدم نزول هذه السور ومكانتها الرفيعة عند الصحابة الكرام.
فكونها من "العتاق الأول" يدل على فضلها وأهميتها منذ بداية نزول الوحي، وأنها كانت من أوائل ما استقر في قلوب الصحابة وحفظوه وتدبروه.
نُقل الإجماع بين العلماء على أن سورة الكهف ليس فيها آيات منسوخة، أي أن جميع ما جاء فيها من أحكام وقصص وعبر هو ثابت ومستمر العمل به والتأمل فيه.
من المستحب قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة، ويُذكر أن لقارئها أجرًا عظيمًا ونورًا يضيء له ما بين الجمعتين، لذلك تخصيص جزء من يوم الجمعة لقراءة هذه السورة المباركة له فضل وبركة عظيمة.
لم يرد حديث صريح عن النبي صلى الله عليه وسلم يأمر أو يدعو بشكل مباشر على قراءة سورة الكهف يوم الجمعة بلفظ الأمر أو الدعوة.
ولكن، وردت أحاديث وآثار صحيحة تدل على فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، مما جعل العلماء يستحبون قراءتها في هذا اليوم المبارك.
ومن ضمن هذه الأحاديث، حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: روى الحاكم في المستدرك والبيهقي في السنن الكبرى عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين".
وقد صحح هذا الحديث جمع من العلماء وحسنه آخرون.
هذا الحديث يدل بوضوح على فضل عظيم لقراءة السورة في هذا اليوم، وهو النور الذي يضيء لقارئها ما بين الجمعتين، وهو فضل جزيل يشجع المسلم على قراءتها.
ولكن لماذا هذا الفضل الخاص ليوم الجمعة؟
إن يوم الجمعة هو خير يوم طلعت عليه الشمس، وفيه ساعة إجابة، لذلك يُستحب أن تجعل لك وردا من قراءة هذه السورة المباركة في هذا اليوم العظيم.
سورة الكهف، كغيرها من سور القرآن الكريم، هي معجزة بحد ذاتها من حيث فصاحتها وبلاغتها وتشريعها وهدايتها. ومع ذلك، فحينما يُشار إلى المعجز في سورة الكهف، فإن الذهن غالبًا ما يتجه إلى القصص التي وردت فيها، والتي تحمل في طياتها دروسًا وعبرًا وتُظهر قدرة الله سبحانه وتعالى. مثل:
ومن المعجزات فيها: نوم أصحاب الكهف لقرون طويلة (ثلاثمائة وتسع سنين) ثم إيقاظهم بحالتهم الأولى دون أن يطرأ عليهم الهرم أو التحلل الطبيعي للأجساد.
وهذا يظهر قدرة الله سبحانه وتعالى على البعث وإحياء الموتى.
ومن العجائب فيها هي الأفعال التي قام بها الخضر والتي بدت في ظاهرها مخالفة للشرع (خرق السفينة، قتل الغلام، إقامة الجدار بلا أجر) ولكن كان لها حكم باطنة ومقاصد إلهية سامية.
وهذا ان دل يدل على سعة علم الله وحكمته التي قد تخفى على البشر، وأن الظاهر ليس دائمًا هو الحقيقة.
ومثلما قال سيدنا الخضر عليه السلام لسيدنا موسى إنك لن تستطيع معي صبرا، وهذا يعلمنا ضرورة التسليم لحكمة الله وقضائه حتى وإن لم نفهمها في حينها.
ومن معجزاتها تمكين الله سبحانه وتعالى لعبد صالح ملك الأرض وقيامه برحلات واسعة وبناء سد عظيم يحجز يأجوج ومأجوج.
وهنا تظهر قدرة الله سبحانه وتعالى على تمكين عباده الصالحين ونصرتهم، وتسخير الأسباب لتحقيق مشيئته.
وغيرها من قصص سورة الكهف التي تعلمنا الكثير من الفضائل والعبر وتطهر معجزات الله سبحانه وتعالى وتعد هذه واحدة من أعظم فوائد قراءة سورة الكهف.
على مدار أكثر من ٤٥ عامًا ونحن نتفانى في خدمة كتاب الله وتعليم القرآن الكريم وعلومه في كل أنحاء المملكة العربية السعودية.
ندرك جيدًا كيفية تعليم القرآن الكريم بأصوله الصحيحة والتجويد المتقن والقراءات المعتمدة، ونسعى دائمًا إلى تطوير أساليبنا وتوسيع نطاق تأثيرنا لنشر نور القرآن وهدايته في كل مكان.
وإدراكًا منا بفضل قراءة سورة الكهف وما تحمله من كنوز العبر والهدى والحماية من الفتن، فإننا نوليها اهتمامًا خاصًا في برامجنا التعليمية.
ولا تتوقف جهودنا عند ذلك، بل أنشأنا مشروع وقف النور القرآني والذي يضم نخبة من المعلمين الأكفاء ذوي الخبرة والكفاءة العالية في علوم الدين والشريعة.
ومشروع كفالة حلقة قرآنية والذي يدعو للتكفل بحلقة قرآنية تهدف لتعليم أكثر من ٨٠ ألف طالب وطالبة.
لا تفوت ان تكون شريكا معنا في هذا الأجر العظيم، ساهم معنا في دعم مشاريعنا ونشر فضل قراءة سورة الكهف وتعليم القرآن الكريم، وكن من الذين يستظلون بنوره يوم القيامة.