يمكنك التبرع باستخدام (أبل باي) باستخدام متصفح سفاري
الرياض - حي المروج
0554200750
هل تساءلت يومًا لماذا تبدو بعض الحروف في القرآن أقوى وأكثر وضوحًا من غيرها؟
هذه هي احكام التفخيم والترقيق، أحد أهم علوم التجويد التي تُعين القارئ على نطق الحروف بدقة، بما يضمن تلاوة القرآن قراءة صحيحة وخاشعة كما كان يقرأه النبي ﷺ.
في جمعية تعلّم لتعليم القرآن الكريم وعلومه، نساعدك على فهم هذا العلم خطوة بخطوة، لتتعلم متى تُفخم الحروف ومتى تُرقق، وكيفية التعامل مع الحروف التي تتغير بحسب موقعها.
هنا، سنوضح لك بالتفصيل هذه الأحكام وسنصنف الحروف الهجائية بناءً على حالتها الدائمة أو المتغيرة من حيث التفخيم والترقيق، مع تركيز خاص على أحوال حرف الراء واللام والألف.
لغةً: يعني التسمين أو التضخيم.
اصطلاحًا (في التجويد): هو إعطاء الحرف قوة وغِلظة عند النطق به، لدرجة أن يمتلئ الفم بصوت الحرف وصدّاه.
الترقيق لغةً: التنحيف.
واصطلاحًا: هو حالة من الرقة والنحافة تلحق الحرف عند النطق به فلا يمتلئ الفم بصداه.
تنقسم الحروف الهجائية في علم التجويد إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
ما يُفخم في جميع الأحوال.
ما يُرقق في جميع الأحوال.
ما يُفخم تارة ويُرقق تارة.
هي حروف الاستعلاء المجموعة في قولهم:
(خص ضغط قظ) وهي: الخاء، الصاد، الضاد، الغين، الطاء، القاف، الظاء.
تفخم هذه الحروف دائمًا سواء جاورت حروفًا مرققة أم لا.
وتتفاوت درجات تفخيمها حسب قوتها، فأقواها حروف الإطباق (الطاء، الضاد، الصاد، الظاء)، ثم يليها القاف، فالغين، فالخاء.
مثال: قوله تعالى:
﴿قَالَ﴾ ﴿ظَلَمُواْ﴾
تنبيه: لا يجوز ترقيق حروف الاستعلاء حتى لا يتحول المعنى، مثل ترقيق الصاد إلى سين في قوله تعالى:
﴿كَصَاحِبِ﴾
وهي حروف الاستفال وعددها اثنان وعشرون حرفًا، أي جميع الحروف عدا حروف الاستعلاء السبعة.
مثال: السين في قوله تعالى:
﴿ٱلۡمُسۡتَقِيمَ﴾
تنبيه: يجب الحذر من تفخيم هذه الحروف عند مجاورتها لحروف الاستعلاء، فمثلاً لا يصح تفخيم السين لتصبح "صادًا" في قوله تعالى: ﴿ٱلۡمُسۡتَقِيمَ﴾.
وهذا القسم يشمل أربعة أحرف أو حالات خاصة، وهي:
الألف
اللام في لفظ الجلالة
الراء
الغنة
تتبع الألف ما قبلها تفخيمًا أو ترقيقًا:
تفخم بعد الحرف المفخم: ﴿صَالِحٗا﴾.
ترقق بعد الحرف المرقق: ﴿بَاخِعٞ﴾.
تفخم إذا سبقت بفتح أو ضم: ﴿رَسُولُ ٱللَّهِ﴾.
ترقق إذا سبقت بكسر: ﴿بِسْمِ ٱللَّهِ﴾.
أما اللام في غير لفظ الجلالة فترقق دائمًا، مثل: ﴿ٱلصَّلَوٰةَ﴾.
الراء من أدق حروف التجويد من حيث الحكم، فهي تُفخم أو تُرقق حسب الحركة وما قبلها وما بعدها.
احكام التفخيم والترقيق في الراء بإيجاز:
تفخم إذا كانت مفتوحة أو مضمومة.
ترقق إذا كانت مكسورة.
تتردد بين التفخيم والترقيق في بعض الحالات الخاصة مثل:
كلمة ﴿فِرۡقٖ﴾ [الشعراء: 63] (يجوز الوجهان).
كلمة ﴿مِّصۡرَ﴾ [يوسف: 21] (يجوز الوجهان عند الوقف).
الغنة صفة لا حرف، وتتبع ما بعدها:
تفخم إذا تلاها حرف مفخم: ﴿عَن طَبَقٖ﴾.
ترقق إذا تلاها حرف مرقق: ﴿مِن تَحۡتِهَا﴾.
اختلف العلماء في عدد مراتب التفخيم، وأشهر الأقوال أن مراتب التفخيم خمسة، وهو الراجح بين العلماء:
أعلى مرتبة: المفتوح الذي بعده ألف ﴿خَسِرِينَ﴾.
المفتوح وليس بعده ألف ﴿قَتَلَ﴾.
المضموم ﴿مَّنضُودٍ﴾.
الساكن ﴿يَطْبَعُ﴾.
أدنى مرتبة: المكسور ﴿الْمُبْطِلُونَ﴾.
وهذه المراتب خاصة فقط بحروف الاستعلاء، أما الحروف التي تُفخم أحيانًا وتُرقق أحيانًا (مثل الراء والألف) فليس لها مراتب تفخيم.
تعلم التفخيم والترقيق يضمنان نطق الحروف بما يتوافق مع مخارجها الصحيحة، فيخرج الصوت بشكل سليم دون لحن.
مثال: إذا رُقّقت الصاد بدل تفخيمها، تتحول إلى "سين" ويكون هذا لحنًا غير صحيح، كما في قوله تعالى: ﴿كَصَاحِبِ﴾ [القلم: 48].
اتباع الأحكام يجعل التلاوة متوازنة ومتناغمة، حيث يمتزج الصوت العميق للحروف المفخمة مع الصوت الرقيق للحروف المرققة، مما يعطي القارئ قدرة على إبراز معاني القرآن بأسلوب جمالي مؤثر وبشكل صحيح.
اللحن في التلاوة يحدث عند الخلط بين الحروف المفخمة والمرققة بطريقة غير صحيحة.
فمعرفة الأحكام تساعد القارئ على تجنب الأخطاء الصوتية، سواء عند التفخيم أو الترقيق، وتضمن التلاوة الخالية من أي أخطاء.
الإلمام بهذه الأحكام يُكسب القارئ معرفة دقيقة بخصائص الحروف وصفاتها الصوتية، ويفتح له الباب لفهم باقي علوم التجويد مثل الإظهار، الإخفاء، والإدغام، بما يُكمل مهارات القراءة الصحيحة للقرآن.
اتقان احكام التفخيم والترقيق، يصبح القارئ قادرًا على التركيز على المعنى والتجويد معًا، مما يزيد من تأثير التلاوة على المستمع ويُعمّق تجربة التذوق الروحي للقرآن.
اتباع هذه الأحكام يُعد جزءًا من سنة التلاوة النبوية، حيث إن النبي ﷺ كان يراعي المخارج الصحيحة للحروف، مما يجعل قراءة القرآن مطابقة للكيفية التي تلقاها الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
تعتبر جمعية تعلّم من أبرز المؤسسات التعليمية الرائدة بتعليم القرآن الكريم وعلومه في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، تدرك جيدًا أهمية علم التجويد وتهتم بنشر علوم القرآن بأسلوب يجمع بين الدقة العلمية وسهولة التطبيق.
ومن هذا المنطلق، يتم التركيز على احكام التفخيم والترقيق، أحد أهم علوم التجويد التي تُعين القارئ على تلاوة القرآن قراءة صحيحة موافقة لما نُقل عن النبي ﷺ.
في جمعية تعلم، نقدم:
تدريب عملي على الحروف المفخمة والمرققة
فهم مراتب التفخيم
تطبيق التفخيم والترقيق على أمثلة قرآنية
تعليم كيفية التعامل مع الغنة وكيفية التفخيم والترقيق وفق الحروف التي تليها أو تسبقها.
تدريب الطلاب على قراءة القرآن بصوت صحيح ومتوازن، يراعي المخارج والصفات، ويجنب أي لحن أو خطأ صوتي.
استخدام وسائل تعليمية متنوعة مثل حلقات قرآنية، مشروع وقف النور القرآني، لتطوير مهارات الاستماع والتجويد العملي، ومساعدة الطلاب على التلاوة الصحيحة والتدريب على النطق السليم بصوت واضح وجميل.
اكفل حلقة قرآنية مع جمعية تعلم الآن وكن سببًا في أن يتعلم أبناؤنا احكام التفخيم والترقيق كما كان يقرأها النبي ﷺ.