يمكنك التبرع باستخدام (أبل باي) باستخدام متصفح سفاري
الرياض - حي المروج
0554200750
علم التجويد هو الركيزة الأساسية لإتقان تلاوة القرآن الكريم وفهم عظمته، فهو ليس مجرد علم لقواعد النطق، بل يعمل على صيانة اللسان من الوقوع في اللحن والخطأ الذي قد يحرف المعاني ويخل بالمراد الإلهي.
وتتجلى اهمية علم التجويد بأنه يمنح التلاوة جمالًا ورونقًا وتأثيرًا في القلوب، ويساعد القارئ على تدبر آيات الله والتفكر في مقاصدها بعمق وخشوع.
إن إتقان علم التجويد هو تعبير عن تعظيمنا لكلام الله سبحانه وتعالى وحرصنا على أدائه على الوجه الذي يرضيه، وهو سبيلنا للاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في ترتيل القرآن ترتيلاً.
تدبر آيات القرآن والتفكر في مقاصده، فالتلاوة الصحيحة والمتقنة تفتح القلب والعقل لاستقبال آيات الله، مصداقًا لقوله تعالى: "كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ"
تقويم اللسان وإتقان اللغة: لا يقتصر فضل علم التجويد على تلاوة القرآن فحسب، بل يُقوّم اعوجاج اللسان ويُدربه على النطق الصحيح للغة العربية، كما أنه يساهم في تعلم اللغة العربية نفسها، فالعديد من قواعد التجويد متشابكة مع مباحث اللغة، مثل أحكام همزتي الوصل والقطع، والإدغام والإظهار.
بلوغ مرتبة الترتيل التي أمر الله بها في قوله: "وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا" فهو يساعد على إتقان التلاوة وحُسن الأداء، مما يجعل الاستماع إلى القرآن أكثر خشوعًا وتأثيرًا في النفس.
إضفاء الجمال الصوتي على تلاوة القرآن الكريم، فالتجويد في جوهره يعني التحسين والتزيين، وتطبيق قواعده يمنح التلاوة نغمة عذبة تأسر السامعين وتشد القلوب، مما يزيد الرغبة في الاستماع والتدبر.
فهم أدق لمعاني الآيات وإدراك الإشارات اللطيفة التي قد تخفى على من يقرأ بدون تجويد، حيث إن قراءة القرآن بطريقة صحيحة تُسهل استيعاب معانيه ومقاصده.
اقتفاء أثر النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان يقرأ القرآن مرتلاً مجودًا، وتعلم الصحابة الكرام منه هذه الكيفية، فتعلم التجويد وتطبيقه هو اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم والسير على نهجه في تلاوة كلام الله.
نيل رضا الله: إن حرص القارئ على تجويد القرآن وحفظ لسانه من الزلل هو امتثال لأمر الله وسعي لنيل رضاه.
فرض كفاية: يرى جمهور علماء الأمة أن تعلم قواعد وأحكام علم التجويد نظريًا هو فرض كفاية. بمعنى أنه إذا قام به البعض من المسلمين سقط الإثم عن الباقين، والهدف من ذلك هو حفظ كيفية قراءة القرآن كما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم.
فرض عين: يرى أكثر علماء التجويد والقراء أن تطبيق الأحكام الأساسية للتجويد عمليًا أثناء قراءة القرآن هو فرض عين على كل مسلم ومسلمة مكلف، ويقصد بالأحكام الأساسية تلك التي يتعلق بها تصحيح النطق وإخراج الحروف من مخارجها الصحيحة وتجنب اللحن الجلي الذي يغير المعنى أو يبطل الصلاة.
سنة مؤكدة أو مستحبة: يذهب بعض أهل العلم إلى أن أحكام التجويد منها ما هو واجب، ومنها ما هو مستحب، فالواجب منها إخراج الحروف من مخارجها، وألا يبدل حرفًا منها بآخر.
فهذا الذي تعلمه واجب، والإخلال به لا يجوز.
تمييز القراءات الصحيحة والمتواترة: تكمن اهمية علم التجويد في فهم أصول القراءات المختلفة والمتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويميزها عن القراءات الشاذة أو المحرفة.
إدراك الجمال الإيقاعي للقرآن: حيث يمنح التجويد القارئ القدرة على إبراز الجمال الإيقاعي والتناغم الصوتي الفريد للقرآن الكريم، من خلال تطبيق أحكام المدود والنبر وغيرها.
تسهيل حفظ ومراجعة القرآن الكريم بسبب النطق الواضح والمتقن للكلمات.
إعطاء كل حرف حقه ومستحقه مما يضمن وضوح الكلمات وسلامة النطق بها.
التدريب المستمر على مخارج الحروف وصفاتها وأحكام التجويد يساهم في تنمية ملكة اللغة العربية الفصحى لدى القاريء.
استنادًا إلى تصنيف علماء التجويد في كتب تعلم أحكام التجويد، يمكن تقسيم مباحث علم التجويد إلى عدة أقسام، منها:
اللحن وأقسامه: يتناول تعريف اللحن وأنواعه، بما في ذلك اللحن الجلي (الواضح الذي قد يغير المعنى) واللحن الخفي (الذي يخل بكمال التلاوة)، مع بيان حكم كل نوع منهما.
وتتجلى اهمية علم التجويد بشكل واضح في هذا الجانب، حيث يهدف بشكل أساسي إلى صيانة اللسان من الوقوع في هذين النوعين من اللحن أثناء تلاوة القرآن الكريم، وبالتالي حفظ كلام الله من التحريف وضمان فهمه على الوجه الصحيح.
أحكام الاستعاذة والبسملة: يختص هذا الجزء بدراسة صيغة الاستعاذة وحكم الجهر والإسرار بها وأحوال وصلها وبدايتها، وكذلك صيغة البسملة وحكمها وأحوالها المختلفة في أوائل السور وأثنائها.
أحكام النون الساكنة والتنوين: يعرّف هذا القسم بالنون الساكنة والتنوين والفرق بينهما، ثم يفصل في أحكامهما الأربعة: الإظهار، الإدغام، الإقلاب، والإخفاء.
أحكام الميم الساكنة: يتناول هذا الجزء أحكام الميم الساكنة عند التقائها بحروف الهجاء، وهي ثلاثة أقسام رئيسية: الإخفاء الشفوي (إخفاء الميم مع الباء)، الإدغام الشفوي (إدغام الميم في ميم أخرى متحركة)، والإظهار الشفوي (إظهار الميم عند بقية الحروف).
أحكام المد وأنواعه: يشرح هذا القسم معنى المد والقصر، ثم يفصل في أنواع المد المختلفة، بدءًا بالمد الأصلي (الطبيعي)، مرورًا بالمد الفرعي الناتج عن الهمز أو السكون، وأنواعه مثل المد المتصل، والمد المنفصل، ومد البدل، والمد العارض للسكون، والمد اللازم بنوعيه (الكلمي والحرفي، المخفف والمثقل)، مع بيان حروف المد ومراتبه وألقابه وكيفية اجتماع المدود.
مخارج الحروف: تركز على تعريف المخرج والحرف، وألقاب الحروف ومخارجها: الجوف، الحلق، اللسان، الشفتان.
صفات الحروف: يتناول هذا القسم الصفات التي تميز كل حرف عن غيره عند النطق به. وينقسم إلى قسمين: الصفات التي لها ضد، والصفات التي لا ضد لها.
التفخيم والترقيق: تتناول التعريف بالتفخيم والترقيق، وأقسامهما: الحروف المفخمة أو المرققة دائمًا، والحروف التي تدور بين التفخيم والترقيق.
أحكام الوقف والابتداء: يتناول هذا القسم كيفية الوقف على الكلمات القرآنية وأنواعه المختلفة (الوقف التام، والكافي، والحسن، والقبيح، وكيفية البدء بالقراءة بعد الوقف أو في بداية الآيات والسور وأنواعه المختلفة.
نفخر في "جمعية تعلم" بمسيرة رائدة تجاوزت 45 عامًا في رحاب المملكة العربية السعودية، بذلنا فيها جهودنا لخدمة كتاب الله وعلومه.
ولأننا ندرك أهمية علم التجويد تبنينا العديد من المشاريع المباركة التي تهدف لتعلم اصول التجويد وأحكامه.
ومن أبرز هذه المشاريع مشروع وقف النور القرآني، هذا الصرح الشامخ الذي يضم نخبة من المعلمين والقراء المجازين ذوي الخبرة والكفاءة العالية يعلمون طلابنا أحكام التجويد القلقلة و المخارج الصحيحة للحروف وصفاتها، ثم ينطلقون بهم في رحلة استكشاف أحكام النون الساكنة والتنوين والميم الساكنة والمدود بأنواعها ومراتبها المختلفة.
رسالتنا في "تعلم" تتجاوز مجرد تعليم القواعد، بل نسعى جاهدين لتمكين طلابنا من كيفية تعليم القرآن الكريم وتلاوته تلاوة صحيحة مجودة، تصون ألسنتهم من أي لحن أو خطأ، ونرتقي بأدائهم ليلامس جمال كلام الله.
في "تعلم"، ندعوكم للانضمام إلى هذه الرحلة المباركة.
اكتشفوا معنا اهمية علم التجويد واحكامه ولنبدأ معًا خطوة بخطوة نحو إتقان كلام الله وفهم معاني القرآن وأسراره من خلال التلاوة الصحيحة.
لننطلق سويًا في رحلة التدبر والتفكر في كلام الله!