يمكنك التبرع باستخدام (أبل باي) باستخدام متصفح سفاري
الرياض - حي المروج
0554200750
يعتبر الإظهار من أهم أحكام التجويد التي تُعين القارئ على تلاوة القرآن الكريم تلاوة صحيحة خالية من اللحن.
فهو الأساس الذي يعلّمنا كيف نُخرج الحروف من مخارجها بوضوحٍ دون إدغام أو غنة زائدة، تمامًا كما نُقل عن رسول الله ﷺ في تلاوته للقرآن.
لكن ما هو الإظهار في التجويد؟ وما هي حروف الاظهار في التجويد التي يجب على كل قارئٍ معرفتها وإتقان نطقها؟
الإظهار في اللغة هو: البيان والوضوح.
أما اصطلاحاً عند علماء التجويد، فهو: إخراج كل حرف من مخرجه بوضوح وفصل، من غير غُنّة زائدة أو سكت أو تشديد على الحرف المُظهر.
بمعنى أبسط، عندما يقع حكم الإظهار، فإن الحرف الساكن (سواء نون ساكنة أو ميم ساكنة) يُنطق بوضوح كامل دون إخفاء أو إدغام في الحرف الذي يليه.
حروف الإظهار الحلقي هي ستة أحرف، وسُمّيت “حلقية” لأنها تخرج من الحلق.
وهي:
ء (الهمزة)، هـ، ع، ح، غ، خ
طريقة نطقها:
عند وقوع النون الساكنة أو التنوين قبل أحد هذه الحروف، يجب إظهار النون أو التنوين بوضوح دون غنةٍ ظاهرة.
سبب تسميته بالإظهار الحلقي:
لأن حروفه تخرج من الحلق، وهو أبعد مواضع النطق عن مخرج النون، فلا يمكن إدغامها فيها، لذلك وجب إظهارها.
أمثلة من القرآن الكريم:
﴿مِنْ عِلْمٍ﴾ النون قبل العين: إظهار حلقي
﴿سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ التنوين قبل العين: إظهار حلقي
﴿إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ﴾ النون قبل الهاء: إظهار حلقي
أما الإظهار الشفوي فهو أحد أحكام الميم الساكنة، ويُقصد به بيان الميم بوضوح عند التقاءها بأي حرف عدا الميم والباء.
عدد حروف الإظهار الشفوي:
جميع الحروف الهجائية (26 حرفًا) ما عدا الميم (م) والباء (ب).
تُنطق الميم بوضوح تام دون إخفاء أو إدغام، مع المحافظة على غنة خفيفة طبيعية في الميم.
لأن مخرج الميم من الشفتين، وسُمي الإظهار شفويًا لأن النطق به يعتمد على حركة الشفتين دون غنة زائدة.
﴿يَمْشُونَ﴾
﴿لَهُمْ عَذَابٌ﴾
﴿كَمْ ثَبَّتْنَا﴾
تعلُّم حروف الإظهار هو خطوة أساسية نحو تلاوة صحيحة وخاشعة لكتاب الله تعالى.
فالإظهار يساعد القارئ على تمييز مخارج الحروف بدقة، ويمنعه من الوقوع في اللحن أو الخلط بين الأصوات المتقاربة.
كما أن معرفة هذه الحروف تساعدك على التمييز بين مواضع الإظهار والإدغام والإخفاء، ومن خلاله، يتذوق القارئ جمال النطق القرآني كما أنزله الله على الرسول عليه الصلاة والسلام، فيقرأ بوضوح، ويؤدي كل حرف حقه ومستحقه.
ولهذا، يُعد الإظهار أحد أهم مفاتيح إتقان التجويد وبابًا رئيسيًا لفهم إعجاز البيان في القرآن الكريم.
يظن البعض أن الإظهار في التجويد مجرد نطق واضح للحرف، لكن في الواقع هناك مجموعة من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها كثير من القرّاء، خصوصًا في بداياتهم، مما يُفقد التلاوة معناها.
فيما يلي أبرز هذه الأخطاء وطريقة تصحيحها:
- الخطأ: ترك غنة خفيفة أو خلط النون بالحرف الذي يليها.
- الصواب: إخراج النون الساكنة أو التنوين بوضوح تام دون غنة أو دمج، خاصة عند حروف الإظهار الحلقي (ء، هـ، ع، ح، غ، خ).
- مثال: في قوله تعالى ﴿مِنْ عِلْمٍ﴾ تُنطق النون بوضوح دون إدغامها في العين.
- الخطأ: بعض القراء يطيلون الغنة في الميم الساكنة قبل حروف الإظهار الشفوي.
- الصواب: تُنطق الميم بغنة طبيعية خفيفة، دون زيادة أو إطالة، مثل قوله تعالى: ﴿كَمْ ثَبَّتْنَا.
- الخطأ: نطق النون أو الميم الساكنة بطريقة قريبة من الإخفاء، خاصة عند الحروف المتقاربة في المخرج.
- الصواب: معرفة مخرج كل حرف بدقة، وفصل الصوت عند الإظهار دون تداخل بين الحرفين.
عدم مراعاة صفات الحروف في النطق
- الخطأ: التركيز على الحكم دون الانتباه إلى الصفات مثل الهمس أو الجهر.
- الصواب: يجب الجمع بين الإظهار الصحيح وصفة الحرف الأصلية، فالحاء مثلاً تُنطق مهموسة خفيفة، بخلاف الغين المجهورة الثقيلة.
- الخطأ: سرعة القراءة تؤدي إلى ضياع وضوح النطق عند الحروف الحلقية خصوصًا.
- الصواب: التأنّي في التلاوة، وتمرين اللسان على التمييز بين مخارج الحروف بدقة.
في جمعية تعلّم ندرك أهمية علم التجويد في تعلم القرآن الكريم، لذلك وضعنا في صميم رسالتنا هدف إتقان التلاوة لطلابنا.
نحن نقدم لهم علم التجويد ليس كقواعد نظرية فقط، بل كمنهج تطبيقي عملي يُنمي لديهم مهارة النطق الصحيح.
يبدأ طلابنا رحلتهم بتعلم حروف الاظهار في التجويد بكافة أقسامها: حيث يُفصل له الإظهار الحلقي الخاصة بالنون الساكنة والتنوين وكيفية نطقها بوضوح عند حروف الحلق، وكذلك الإظهار الشفوي الخاص بالميم الساكنة مع التنبيه على الحذر من الإخفاء عند الواو والفاء.
يتم تقديم هذا العلم المبارك من خلال الحلقات القرآنية المتعددة ومشروع وقف النور القرآني، حيث يتلقى أبناؤنا وبناتنا تعليمًا مباشرًا على أيدي نخبة من المعلمين والقراء المجازين الذين يجمعون بين سند الإتقان والخبرة في التعليم.
هنا، يتحول علم التجويد من كتاب إلى تلاوة حية، يمارس فيها الطلاب أحكام الإظهار وغيرها بالتلقي والمشافهة.
نحن نؤمن بأن تعليم حروف الإظهار هو جزء لا يتجزأ من تأسيس الطالب على التلاوة المتقنة، ونسعى من خلال مشاريعنا إلى أن نكون السبب في تلاوة القرآن الكريم كما أُنزل، بخشوع وتدبر.
ساهم معنا الآن في تعليم أبنائنا أحكام التجويد واكفل حلقة قرآنية تُخرج جيلًا يتلو كتاب الله كما أُنزل.