Facebook كيف تميز الحديث الصحيح والموضوع في علوم الحديث الشريف؟

يمكنك التبرع باستخدام (أبل باي) باستخدام متصفح سفاري

كيف تميز الحديث الصحيح والموضوع في علوم الحديث الشريف؟

كيف تميز الحديث الصحيح والموضوع في علوم الحديث الشريف؟

كيف تعرف أن هذا الحديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام صحيح أم لا؟

وهل كل ما ينسب إلى النبي يمكن الأخذ به؟

مع علوم الحديث الشريف، ستعرف الفرق بين الحديث الصحيح والموضوع، وتتعلم كيف ميز العلماء روايات النبي من الروايات المكذوبة.

فمن حسن حظنا كمسلمين أن اختص الله تعالى هذه الأمة الإسلامية بشرف عظيم، إذ قيض لها رجالًا من العلماء نذروا أنفسهم لحفظ سنة النبي محمد ﷺ، فلم يكتفوا بمجرد تلقيها ونقلها، بل وضعوا لها مناهج صارمة لتمييز صحيحها من سقيمها، وضبط ألفاظها ومعانيها، والوقوف على أحوال رواة الأحاديث، فكان هذا كله أساسًا لعلم عظيم يُعرف بعلوم الحديث. 

في تعلم، ندرك جيدًا أهمية هذا العلم الجليل، وكيف أنه الأساس لفهم الدين فهمًا صحيحًا، ونقدم هذا العلم تحت إشراف نخبة من المتخصصين.

ما هو علم الحديث؟ وما هي أنواعه وأهميته، هذا ما سوف نتناوله بوضوح. 

تعريف علوم الحديث الشريف 

يُطلق اسم علوم الحديث على مجموعة المعارف المتصلة بالحديث النبوي الشريف، من جهة نقله ومعرفة الصحيح والضعيف منه. 

ويُشار إليه أيضًا باسم مصطلح الحديث. 

وكما بين الشيخ عبد الله الجديع، فإن "علوم الحديث: هي المعارف المتصلة بالحديث من جهة نقله ومعرفة صحيحه من سقيمه، والألقاب المتعارف عليها عند أهل هذا الفن بعلم مصطلح الحديث هي القاعدة العامة لهذه العلوم." 

هذا العلم هو الضمانة لحفظ الدين وصيانة الشريعة من التحريف والتبديل، فهو الذي يمكن المسلم من التمييز بين ما نسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم حقًا وما هو دخيل على سنته المطهرة.

نشأة علم الحديث الشريف

نشأت علوم الحديث الشريف منذ عصر الصحابة رضوان الله عليهم، حين أدركوا الأهمية القصوى لنقل كل كلمة وفعل صادر عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

فمع توسع الدولة الإسلامية، وكثرة الفتوحات، واختلاط المسلمين بغيرهم، ومع دخول كثير من الأعاجم في الإسلام، ومع الأسف الشديد، ظهر الكذابون الذين تجرأوا على الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، إما بقصد سيء لتشويه الدين، أو بحسن نية ظاهرة لكنها تفتقر إلى العلم والورع، كأن يضعوا حديثًا ترغيبًا في فضيلة أو ترهيبًا من رذيلة.

هنا، برزت الحاجة الملحة إلى تقنين هذا العلم ووضع ضوابط صارمة تحكم الرواية والنقل. 

لم يقتصر الأمر على مجرد النقل الشفوي، بل تم وضع منهجية علمية دقيقة تضمن صحة السنة النبوية الشريفة، فالسنة هي المصدر الثاني للتشريع، وهي المفسرة للقرآن الكريم، والمبينة لأحكامه، وهي أساس فهم الدين وتطبيقه. 

نتج عن هذه الجهود الجبارة ظهور جيل من المحدثين الكبار الذين نذروا حياتهم لخدمة سنة النبي صلى الله عليه وسلم. من أبرز هؤلاء الأئمة: 

  • الإمام مالك بن أنس (ت 179 هـ): وهو إمام دار الهجرة، صاحب كتاب الموطأ الذي يُعد من أوائل الكتب الجامعة للسنة النبوية، وقد اعتمد فيه على الأحاديث الصحيحة التي رواها أهل المدينة.

  • الإمام البخاري (ت 256 هـ): وهو أمير المؤمنين في الحديث، صاحب صحيح البخاري الذي يُجمع المسلمون على أنه أصح الكتب بعد القرآن الكريم. 

  • الإمام مسلم (ت 261 هـ): صاحب صحيح مسلم الذي يأتي في المرتبة الثانية بعد صحيح البخاري من حيث الصحة والإتقان، وقد اهتم بترتيب الأحاديث وسياقها بشكل يخدم الفقه.

  • الإمام أبو داود (ت 275 هـ): صاحب سنن أبي داود، وهو من الكتب الستة المشهورة، واهتم بجمع أحاديث الأحكام.

  • الإمام الترمذي (ت 279 هـ): صاحب سنن الترمذي، المعروف بـ"الجامع"، وقد جمع فيه أحاديث الأحكام والفضائل.

  • الإمام النسائي (ت 303 هـ): صاحب سنن النسائي، وهو من الكتب الستة، واهتم بالصحة والمتانة في الأحاديث.

  • الإمام ابن ماجه (ت 273 هـ): صاحب سنن ابن ماجه، وهو أحد كتب السنن الأربعة، ويحتوي على أحاديث الأحكام وغيرها.

ما هي أسماء علوم الحديث؟

  • علم الحديث: وهو الاسم العام

  • علم مصطلح الحديث: وهو الاسم الذي يطلق على القواعد التي تحكم هذا العلم.

  • علم الرواية والدراية: نسبةً إلى نوعي المعرفة المتصلين به.

  • علم الأثر: لأنه يهتم بالأحاديث والآثار المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة.

أقسام علوم الحديث الشريف 

 علم الحديث رواية

  • هو العلم الذي يهتم بالإلمام بالروايات الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين، فالهدف هو تجميع كل ما قيل أو فُعل بمنتهى الدقة، ليتم بعد ذلك تطبيق قواعد علم الدراية عليها.

  • العلم بضبط الروايات والألفاظ الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين، فهذا العلم لا يكتفي بمجرد الجمع، بل يشمل ضبط الألفاظ حرفيًا، خشية أن يغير المعنى بتغيير كلمة واحدة. 

حيث كان المحدثون يدققون في كل حرف وحركة، ويحرصون على تلقي الأحاديث بالسماع المباشر من الشيوخ، وكتابتها بنفس الألفاظ التي سمعوها، حتى لا يحدث لبس أو خطأ في النقل.


علم الحديث دراية

إذا كان علم الحديث رواية هو المعني بجمع وحفظ النصوص، فإن علم الحديث دراية هو العلم الذي: 

  • يهتم بدراسة الأسانيد، لتصنيف الأحاديث إلى أحاديث صحيحة أو حسنة أو ضعيفة، فلكل حديث إسناد وهم سلسلة الرواة التي نقلت الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم حتى يصل إلينا. 

  • يدرس علم الدراية هذا الإسناد بدقة متناهية، فيبحث في أحوال كل راوي في السلسلة، هل هو صادق؟ هل هو ضابطا لما يرويه؟ هل سمع ممن روى عنه؟ هل هناك انقطاع في السند؟ من خلال الإجابة عن هذه الأسئلة، يمكن تصنيف الحديث إلى:

  • صحيح: وهو اهو ما نُقل بسندٍ متصل، مع سلامته من الشذوذ والعلل.

  • حسن: وهو ما نقص عن رتبة الصحيح بضبط الراوي، لكنه مقبول يُحتج به.

  • ضعيف: وهو ما فقد شرطًا أو أكثر من شروط الحديث الصحيح أو الحسن، ولا يُحتج به في الأحكام.


  • العلم الذي يبحث عن مقصود الحديث الشريف والفوائد المستنبطة منه، فبعد التأكد من صحة الحديث، يأتي دور فهم معناه ومقصده. 

يبحث هذا العلم في:

  • شرح الألفاظ الغير متعارف عليها: فكثير من الأحاديث تحتوي على كلمات لم تعد شائعة في لغة العصر

  • بيان المعاني الخفية والمقاصد الشرعية: فالحديث قد يحمل أكثر من معنى ظاهر، وقد يكون له مقاصد بعيدة المدى.

  • استنباط الأحكام الشرعية: فالحديث النبوي هو مصدر للأحكام الفقهية، والآداب الأخلاقية، والعقائد السليمة.

أنواع علوم الحديث 

صنف ابن الصلاح في مقدمته الشهيرة علوم الحديث الشريف إلى خمسة وستين نوعًا. 

وتتنوع المؤلفات في علم مصطلح الحديث بين كتب موجزة وأخرى موسعة، بالإضافة إلى كتب متوسطة الحجم.

إذا أتقن طالب العلم "نخبة الفكر" لابن حجر، ثم "ألفية العراقي"، فسيحصل على قدر كبير من هذه العلوم. وهناك العديد من الكتب المعروفة والمشهورة التي تتناول كل فرع من هذه العلوم بشكل مستقل، مثل علم الجرح والتعديل، ومعرفة الرجال، والعلل، والموضوعات، وغيرها.

تساهم هذه الكتب في التعريف بعلوم الحديث وتوضيح قواعدها ومصطلحاتها. 

ومن أبرز المؤلفات في هذا المجال كتاب "تدريب الراوي" للسيوطي.

 أما من الكتب المعاصرة، فيُعد كتاب "تحرير علوم الحديث" للشيخ الجديع مرجعًا جيدًا وسهل الأسلوب.

أهمية علم الحديث النبوي

لا يمكن تصور الفقه ولا العقيدة ولا الأحكام الشرعية بدون علوم الحديث النبوي، حيث تظهر أهميته في:

  • حفظ السنة النبوية من التحريف والضياع.

  • تمييز الأحاديث الصحيحة من الأحاديث الموضوعة.

  • ضبط ألفاظ النبي صلى الله عليه وسلم بدقة، حفاظًا على المعنى والمقصد.

  • حماية الشريعة من الدخلاء والكذابين الذين أرادوا إفساد الدين من خلال الكذب على رسول الله

  •  إعجاز الأمة الإسلامية في حفظ أقوال نبيها سندًا ومتنًا، وهو أمر لم تبلغه أمة قبلها.

تعلم علوم القرآن والحديث مع جمعية تعلم

في جمعية تعلم، لا نقتصر على خدمة كتاب الله وتعليمه، بل نهتم اهتماما كبيرًا بعلوم الحديث الشريف، إيمانًا منا بأهميته في حفظ السنة النبوية وفهم الدين فهمًا صحيحًا. 

هذا ما جعلنا من افضل الجمعيات الخيرية في السعودية في تعليم كتاب الله وعلومه. 

نفخر بجهودنا المتواصلة في تدريس هذا العلم الجليل، وتقديم برامج تعليمية متخصصة، ومناهج معتمدة، ومجالس علمية تُعنى برواية الحديث ودرايته، وتمييز صحيحه من ضعيفه، وصولًا إلى استنباط الأحكام والآداب منها. 

في مشروع وقف النور القرآني و الحلقات القرآنية المتعددة نقدم علوم الحديث على يد نخبة من العلماء والمشايخ المتخصصين، الذين يكرسون جهودهم لتعليم هذا العلم الجليل بأسانيده المتصلة ومنهجيته المحكمة، مُغرسين في طلابنا حب السنة النبوية، ليكونوا خير خلف لخير سلف، مساهمين في نشر العلم الشرعي الأصيل والتحلي بخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل وقت وحين. 


ساهم معنا في تعلم الآن، واكفل حلقة قرآنية، وكن سببًا في بناء جيل يحيي سنة رسول الله وينشرها في كل بقاع الأرض.