Facebook تفسير سورة الملك كامل بأسلوب مبسط مع جمعية تعلّم

يمكنك التبرع باستخدام (أبل باي) باستخدام متصفح سفاري

تفسير سورة الملك كامل بأسلوب مبسط مع جمعية تعلّم

تفسير سورة الملك كامل بأسلوب مبسط مع جمعية تعلّم

سورة الملك أو "المانعة" و"المنجية" كما سماها رسولنا الكريم ﷺ هي سورة مكية، عدد آياتها ثلاثون آية وتُعرف أيضًا بإسم تبارك وقد ثبت في الحديث النبوي الشريف أنها  تشفع  لقارئها حتى يُغفر له.

في جمعية تعلّم للقرآن الكريم وعلومه، نأخذك في رحلة تدبر مع تفسير سورة الملك، نستعرض فيها معاني آياتها آية آية، ونكشف لك أسرار هذه السورة العظيمة، وننتقل بك من مجرد التلاوة إلى الفهم العميق لتعيش مع آياتها سكينةً وطمأنينة في الدنيا، ونجاةً في الآخرة.

تفسير سورة الملك وشرح معانيها

تبدأ السورة بتمجيد الله عز وجل، صاحب الملك والسلطان المطلق، الذي لا يعجزه شيء: حيث تفتتح الآية الكريمة بقوله: "تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" هذا الثناء يرسخ أن الملك كله لله وحده، وهو القادر على كل شيء، خالق الدنيا والآخرة.


"الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا"

الله هو الذي أوجد الموت والحياة، ليس عبثًا، بل جعل ذلك اختباراً لكم أيها البشر، ليرى من منكم يخلص في عمله ويُحسنه. 


"الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ" هو الذي أبدع سبع سماوات متطابقة ومنظمة بحيث لا ترى أي خلل أو تناقض في بنائها.

أيها الناظر، تأمل جيدًا في خلق الله الرحمن، فهل تجد فيه أي عيب أو تباين؟ 


"ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ"

هنا، يأمر الله الناظر أن يعيد النظر مرتين في خلق السماوات والكون ليتأمل عظمة الخالق، بعد ذلك، يعود البصر عاجزًا عن رؤية أي نقص أو خلل في خلق الله.


"وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ"

في تفسير سورة الملك هنا، يوضح لنا الله انه جعل أقرب سماء نراها مزينة وجميلة بالنجوم اللامعة التي تُضيء كالمصابيح، هذه النجوم لها وظيفة أخرى، وهي أنها تُستخدم لرمي وحرق الشياطين الذين يحاولون استراق السمع، كما أن الله أعد لهم في الآخرة ناراً موقدة شديدة العذاب.


"وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ"

أما الذين جحدوا بوجود خالقهم، فمصيرهم عذاب جهنم وبئس المصير. 


"إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ"

متى ما طُرح هؤلاء الكفار في جهنم، سمعوا لها صوتاً مُنكَراً ومفزعاً، بينما هي تغلي وتضطرب بغليان شديد.


"تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ"

يوضح لنا تفسير سورة الملك، مظهر جهنم وهي تكاد تتشقق وتتفرق من شدة غضبها على هؤلاء الكفار. 

وفي كل مرة يُلقى فيها جماعة منهم، يسألهم الملائكة الموكلون بالنار على سبيل التوبيخ، ألم يأتكم رسول من عند الله يحذركم وينذركم بهذا العذاب؟


"قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ" 

يجيبون بصدق مرير، لقد جاءنا رسول وحذَّرنا، ولكننا كذبناه، وزعمنا أن الله لم ينزل على أي بشر شيئاً. 


"وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ"

ويستطردون معترفين: "لو كنا نستمع إلى الحق، أو كنا نستخدم عقولنا للتفكر، لما كنا اليوم ضمن أهل هذه النار المحرقة".


فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ"

هكذا أقروا بذنبهم وكفرهم الذي أوصلهم إلى العذاب. 


"إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ"

إن الذين يخافون ربهم، فيعبدونه، ولا يعصونه وهم غائبون عن أعين الناس، ويخشون العذاب في الأخرة لهم عفو من الله عن ذنوبهم، وثواب عظيم وهو الجنة.


"وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ"

وأخفوا قولكم أيها المشركون في الدين والرسول أو أعلنوه، فهما عند الله سواء، إنه سبحانه عليم بمضمرات الصدور، فكيف تخفى عليه أقوالكم وأعمالكم؟


"أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ"

ألا يعلم سبحانه وهو الخالق، خلقه وشؤونهم؟ وهو اللطيف بعباده ، الخبير بهم وبأعمالهم.


"هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ"

هنا في تفسير سورة الملك، يوضح لنا لله أنه  وحده الذي جعل الأرض سهلة ممهدة تستقرون عليها، وإليه وحده البعث من قبوركم للحساب والجزاء. 


"أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ"

هل أمنتم يا كفار مكة، الله الذي في السماء أن يخسف بكم الأرض، فإذا هي تضطرب بكم حتى تهلكوا؟


"أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ"

يبين الله لنا في هذه الآية أنه يحذر عباده من الغرور بالأمان والعافية، فيقول:

هل تأمنون من الله الذي في السماء أن يُرسل عليكم عاصفة قوية تحمل حجارة فتعاقبكم بها؟

فإذا نزل بكم العذاب، ستعلمون حينها صدق التحذير الذي جاءكم. 


"وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ"

ولقد كذب القوم السابقين كقوم نوح وعاد رسلهم، فكيف كان إنكاري عليهم، وتغييري ما بهم من نعمة لإنزال العذاب بهم وإهلاكهم؟


"أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَٰنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ"

في تفسير سورة الملك، يدعونا الله تعالى هنا للتأمل في الطيور وهي تحلق في السماء، نراها تحافظ على توازنها في الطيران، وتفتح جناحيها وتمسك نفسها في الهواء دون أن تسقط. 

وهذا يدل على تدبير الله ورعايته لها، فلا شيء يحفظها إلا الرحمن.


"أَمَّنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَٰنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ"

من هو الشخص أو القوة التي تدّعون أنها ستحميكم وتنقذكم من عذاب الله القوي، إذا أراد بكم الرحمن سوءاً؟!


"أَمَّنْ هَٰذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ"

بل من هذا الرازق المزعوم الذي يرزقكم إن أمسك الله رزقه ومنعه عنكم؟ 


"أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ"

هل الشخص الذي يسير ساقطاً على وجهه، لا يرى أمامه ولا يعرف طريقه، أفضل هداية من الشخص الذي يمشي معتدلاً ومستقيماً على طريق واضح وصحيح؟


"قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ"

قل لهم يا محمد: الله هو الذي أوجدكم من العدم، وجعل لكم السمع لتسمعوا به، والأبصار لتبصروا بها، والقلوب لتعقلوا بها، قليلا ما تشكرون!


"قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ"

قل لهم: الله هو الذي خلقكم ونشركم في الأرض، إليه تجمعون بعد هذا التفرق للحساب والجزاء.


"وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ"

هنا يسأل الكافرون باستهزاء: "متى سيأتي يوم القيامة والعذاب الذي تخوفوننا به؟ أخبرونا بوقت حدوثه الآن، إن كنتم بالفعل صادقين!"


"قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ"

قل يا محمد لهؤلاء: إن العلم بوقت قيام الساعة اختص الله به، إنما أنا نذير لكم أخوفكم عاقبة كفركم، وأبين لكم ما أمرني الله ببيانه غاية البيان.


"فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَٰذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ"

فلما رأى الكفار عذاب الله قريبا منهم، ظهرت الذلة والكآبة على وجوههم، وقيل توبيخا لهم: هذا الذي كنتم تطلبون تعجيله في الدنيا.


"قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ"

قل يا محمد لهؤلاء الكافرين: أخبروني إن أماتني الله ومن معي من المؤمنين كما تتمنون، أو رحمنا فأخر آجالنا، وعافانا من عذابه، فمن هذا الذي يحميكم، ويمنعكم من عذاب أليم موجع؟


"قُلْ هُوَ الرَّحْمَٰنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ"

قل: الله هو الرحمن صدقنا به، واطعناه، وعليه وحده اعتمدنا في كل أمورنا، فتعلمون أيها الكافرون إذا نزل العذاب: أي الفريقين منا ومنكم في ذهاب بعيد عن الحق؟


"قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاءٍ مَّعِينٍ"

يوضح تفسير سورة الملك هنا أن الله سبحانه تعالى يوجه سؤالًا استنكاريًا للكافرين: تخيلوا أن مصادر مياهكم التي تشربونها وتستعملونها اختفت أو غابت عنكم، فمن غير الله يجيئكم بماء جار على وجه الأرض ظاهر للعيون؟!

ماهو الحيوان الذي ذكر في سورة الملك؟

الطيور

جاء ذكرها في قوله تعالى: "أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَٰنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ" 

هذا المشهد هو دليل على قدرة الخالق في تسخير هذا المخلوق للطيران والتحليق، فلا يمسكهن من السقوط إلا الله برحمته وقدرته.

فضل سورة الملك كما ورد في السنة النبوية

يوضح تفسير سورة الملك أنها من أعظم سور القرآن في الحفظ والنجاة، وقد سماها النبي ﷺ المانعة والمنجية.

فقد ورد في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال:

سورةُ تبارك هي المانعةُ من عذابِ القبرِ

رواه عبدالله بن مسعود، وصححه الألباني في صحيح الجامع.

وفي رواية أخرى قال ﷺ:

"إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غُفر له، وهي تبارك الذي بيده الملك."

رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وحسنه الألباني.

تعلم تفسير سورة الملك مع جمعية تعلم 

إن تعلم سورة الملك مع جمعية تعلّم ليس مجرد حفظ للآيات! بل رحلة فهم وتدبر تقربك من الله وتزيد وعيك بالقرآن. 

في تعلم نقدم لك الكثير من الحلقات القرآنيه ومشروع وقف النور القرأني وفيه: 

  • نوضح لك تفسير سورة الملك  بأسلوب سلس ومبسط لتفهم حكمة الله في خلق الكون والحياة.

  • نعلّمك كيفية تلاوة السورة بخشوع، مع مراعاة أحكام التجويد والصوت الصحيح.

  • ندرك أهمية علم التفسير ولذلك نضمن لك ربط الآيات بفهم شمولي ومعمق لمقاصد الشريعة الإسلامية وموضوعات السورة الأساسية، مما يحوّل التلاوة إلى تدبر حي في حياتك اليومية.

  • بيئة تعليمية محفزة تشجعك على الحفظ والتدبر.

  • مرونة في التعلم حيث يمكن للطلاب تعلم السورة في أوقات مناسبة لهم، مع متابعة مستمرة لضمان الاستيعاب الكامل.

باختصار، مع جمعية تعلّم، تصبح تلاوة سورة الملك، أكثر من مجرد قراءة، إنها رحلة إدراك، وفهم، تقربك من الله وتزيدك نورًا وطمأنينة في حياتك اليومية.

إذا كنت تبحث عن تفسير سورة الملك بأسلوب مُبسط وواضح، فإن جمعية تعلّم تقدم لك شرحًا ميسرًا ومعاني دقيقة تساعدك على التدبر والتطبيق.


ساهم معنا الآن في كفالة حلقة قرآنيه، واغتنم فرصة المساهمة في تعليم سورة الملك المُنجية لطلاب العلم، ، وكن شريكاً في أجر كل حرف يُتلى ويُتدبر. 


مشاريع تنتظر دعمكم