يمكنك التبرع باستخدام (أبل باي) باستخدام متصفح سفاري
الرياض - حي المروج
0554200750
يتساءل الكثيرون عن الفرق بين السور المكية والمدنية، وعدد سور وآيات كل منها، وما الحكمة من هذا التصنيف؟
وفي الحقيقه هذا التصنيف أكثر من مجرد تحديد زمني أو مكاني لنزول السور! بل يكشف عن مراحل تطور الدعوة الإسلامية، ويعكس تنوع الخطاب الإلهي بحسب حال الأمة وظروفها المختلفة.
فالسور المكية جاءت لترسيخ العقيدة، وتثبيت الإيمان في القلوب، بينما ركزت السور المدنية على التشريعات وتنظيم حياة المجتمع المسلم.
وفهم هذا الفرق لا يثري فقط معرفتنا بالقرآن، بل يعمق وعينا برسالته وأثره في بناء الفرد والمجتمع.
هي السور التي نزلت على النبي محمد ﷺ قبل الهجرة إلى المدينة المنورة، أي خلال مرحلة الدعوة في مكة المكرمة، سواء في بداياتها السرية أو خلال فترتها العلنية.
وقد نزلت هذه السور في بيئة يغلب عليها الجهل، وانتشار عبادة الأصنام، ورفض التوحيد، فكان هدفها الأول غرس العقيدة الصحيحة في قلوب الناس، وترسيخ الإيمان بالله وحده، ونبذ الشرك بكل صوره.
تميزت السور المكية بآياتها القصيرة وأسلوبها القوي المثير للوجدان، مع كثرة استخدام القسم والقصص والمواقف من حياة الأنبياء والأمم السابقة.
وقد خاطبت هذه السور القلب والعقل معًا، لترسي أسس الإيمان وتثبت القلوب أمام الشدائد، كما ركزت على موضوعات الإيمان بالبعث والحساب، والجنة والنار.
أما السور المدنية، فهي التي نزلت بعد هجرة النبي ﷺ إلى المدينة، حيث أصبح للمسلمين دولة ونظام اجتماعي.
ولهذا، فقد تميزت السور المدنية بطابعها التشريعي والتنظيمي، حيث وضعت الأسس القانونية والاجتماعية لحياة المسلمين، من أحكام العبادات، إلى المعاملات، والمواريث، والجهاد، والعلاقات الأسرية، وغيرها.
اتسمت آياتها بالطول، والتفصيل، والمنهجية في عرض الأحكام، لأنها تخاطب أمةً قائمة ومجتمعًا يحتاج إلى تقنين وتنظيم.
يبلغ عدد السور المكية حوالي 82 سورة، منها سورة الأنعام، والأعراف، ويوسف، والكهف، وغيرها الكثير.
ويبلغ عدد السور المدنية المتفق عليها 20 سورة، وتشمل البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، التوبة، والنور.
وبين هذين التصنيفين، نجد نحو 12 سورة اختلف العلماء في نسبتها إلى مكة أو المدينة، وذلك لتنوع مضامينها، أو لاشتمالها على آيات نزلت في مكة وأخرى في المدينة.
ويعكس هذا التنوع مرونة الرسالة القرآنية وشموليتها، وقدرتها على التفاعل مع الواقع المتغير، ومعالجة قضايا الإنسان المختلفة في كل زمان ومكان.
تتسم السور المكية بالإيجاز والقِصر، وهذا يعود إلى أنها كانت تخاطب العرب الفصحاء في مكة، الذين اشتهروا بالبلاغة والفصاحة، والإيجاز يُعد من أبرز سمات البلاغة.
وعدد سورها 82 سورة تشمل الأنعام، والأعراف، ويوسف، والكهف.
الآيات المدنية غالبًا ما تكون أكثر إسهابًا وطولًا.
ويرجع السبب في ذلك إلى أنها كانت تخاطب في كثير من الأحيان أهل الكتاب من اليهود والنصارى لمجادلتهم وإقامة الحجة عليهم، ولم يكونوا على نفس القدر من البلاغة العربية كأهل مكة.
وعدد سورها 20 سورة، منها البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، والأنفال.
ركزت السور المكية بشكل أساسي على:
العقيدة وأصول الإيمان مثل التوحيد، والنبوة، والبعث واليوم الآخر.
قصص الأنبياء لترسيخ الإيمان وبيان عاقبة الأمم السابقة.
الأخلاق والآداب العامة لتهذيب النفوس وبناء المجتمع على أسس سليمة.
مقارعة حجج المشركين للرد على شبهاتهم ودعوتهم إلى الإسلام.
قصة آدم وإبليس، لكنها غالبًا ما تذكر في السور المكية باستثناء سورة البقرة.
تناولت مواضيع جديدة تتناسب مع بناء الدولة الإسلامية في المدينة، ومن أبرزها:
التشريعات والأحكام التفصيلية مثل أحكام العبادات، المعاملات، والحدود.
الرد على أهل الكتاب ومجادلة اليهود والنصارى وإبطال ادعاءاتهم.
فضح المنافقين وكشف مؤامراتهم.
الجهاد وأحكامه.
على مدار أكثر من 45 عامًا، حققت جمعية "تعلم" إنجازات عظيمة في تعليم القرآن الكريم وعلومه في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، وتخرج من بين صفوفها آلاف الطلاب والطالبات ممن أتموا حفظ كتاب الله وأدركوا معانيه وتعمّقوا في فهمه.
وانطلاقًا من رسالتنا في ترسيخ الفهم الواعي للقرآن، نسعى من خلال مشاريعنا الرائدة مثل وقف النور القرآني والحلقات القرآنية، إلى شرح السور المكية والمدنية والفرق بينهما، وربط ذلك بمراحل تطور الدعوة الإسلامية.
فالسور المكية، التي نزلت قبل الهجرة، جاءت لتعزز العقيدة وغرس التوحيد في النفوس عبر آيات قصيرة بليغة، خاطبت الوجدان وأقامت الحجة.
أما السور المدنية، التي نزلت بعد الهجرة، فقد أهتمت ببناء المجتمع المسلم، من خلال الأحكام والتشريعات وتنظيم حياة المسلمين.
في جمعية تعلم، نعمل جاهدين تحت إشراف نخبة من المعلمين والمعلمات المتخصصين، الذين يحملون إجازات معتمدة في القرآن الكريم وعلومه، ويتمتعون بخبرة تربوية عميقة، من إيصال معاني القرآن والربط بين الحفظ والتطبيق، بين النص والمغزى، لنغرس في قلوب طلابنا الناشئين حب القرآن، وفي عقولهم وعيًا عميقًا برسالته، ليكون لهم منهاجًا ينير دربهم، ويهديهم في حياتهم، ويصنع منهم قادة صالحين لمجتمعاتهم.
علم أبنائك معاني القرآن الكريم وعلومه، والفرق بين سوره وآياته وكن سببًا في نشأة جيل فاهم لكتاب الله وحافظ لمعانيه
ساهم معنا في كفالة معلم للقرآن الآن، ونل أجرًا عظيمًا وصدقة جارية لا تنقطع!
