يمكنك التبرع باستخدام (أبل باي) باستخدام متصفح سفاري
الرياض - حي المروج
0554200750
ذكر بر الوالدين في القران الكريم ٧ مرات، مما يؤكد على أهمية الإحسان إلى الوالدين وعظم مكانتهما في الإسلام.
ومن هذه المرات السبع، وردت أربع منها بلفظ "وبالوالدين إحساناً"، ليدل على عظم البر وارتباطه الوثيق بعبادة الله تعالى، حيث قرن الله سبحانه وتعالى الإحسان إليهما بعبادته في أكثر من موضع، مما يبرز مكانتهما العالية في الدين ويدل على أن برهما من أعظم القربات وأجل الطاعات.
معًا، سنتناول آيات البر والإحسان إلى الوالدين في القرآن والسنة النبوية.
عند السؤال عن ما هي الآية التي تدل على بر الوالدين؟
سنجد أنه توجد الكثير من الآيات والتوصيات في القرآن الكريم، فبر الوالدين أكثر من كونه خُلقًا كريمًا، بل هو أمر إلهي عظيم، جعله الله مقرونًا بتوحيده وعبادته، فرفع مكانته، وأكد على عِظمه في آيات كثيرة في كتابه الكريم.
يتجلى ذلك بوضوح في قوله تعالى:
﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً﴾ (الإسراء: 23-24).
هذه الآيات لا تكتفي بالأمر بالإحسان فقط! بل تنهى عن مجرد كلمة "أُفٍّ" وتأمر بالقول الكريم والرحمة للوالدين جزاءً لتربيتهما لك.
كما نجد قوله تعالى آيضًا:
﴿وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾ (النساء: 36). هنا، يأتي الإحسان للوالدين مباشرة بعد الأمر بعبادة الله وتوحيده، مما يدل على منزلته العظيمة.
وقوله سبحانه: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً﴾ (العنكبوت: 8).
وقوله جل وعلا: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾(لقمان: 14).
هذه الآيات توضح الفضل العظيم والجميل الكبير للوالدين على أولادهما، وخاصة الأم، التي حملته في بطنها، وقاست الصعاب والمتاعب من وهن وضعف، وثقل، وتعب وكرب، إلى كل ما تتعرض له من مشقة.
لهذا، كانت وصية الله تعالى بشكرهما مقرونة بشكره سبحانه.
إن عظم مكانة الوالدين لا تقتصر على ايات بر الوالدين في القران، بل جاءت السنة النبوية لتؤكد على هذا الحق العظيم. فمن أبرز ما جاء في سنته صلى الله عليه وسلم، قوله: "رضا الرب في رضا الوالدين، وسخطه في سخطهما" (رواه الطبراني وصححه الألباني).
هذا الحديث الشريف يربط رضا الله تعالى وسخطه برضا الوالدين وسخطهما، مؤكدًا على أن طاعتهما والإحسان إليهما من أعظم القربات إلى الله.
ولم يكتفِ النبي صلى الله عليه وسلم بالترغيب في البر، بل كان يوجه أصحابه توجيهًا عمليًا، فعندما جاء رجل ليبايعه على الهجرة تاركًا أبويه يبكيان، أمره صلى الله عليه وسلم قائلاً: "ارجع إليهما، فأضحكهما كما أبكيتهما". (رواه أهل السنن).
هذا الموقف يجسد قيمة بر الوالدين حتى على الهجرة في سبيل الله، إذا كانت تسبب لهما حزنًا.
وتأكيدًا على عظم شأن الأم، روى الإمام أحمد وابن ماجة أن معاوية بن جاهمة السلمي استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد، فأمره بالعودة وبر أمه.
وعند إصراره، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ويحك.. الزم رجلها.. فثم الجنة".
هذا الحديث يبين أن خدمة الأم ورعايتهاأفضل من الجهاد في سبيل الله، وأن الجنة تُنال من تحت قدميها.
ولعل من أشهر الأحاديث التي تبين مكانة الأم، ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، حيث جاء رجل وسأل النبي صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله! من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال: أبوك".
هذا التفضيل للأم بثلاثة أضعاف ما للأب يعود إلى ما تتحمله من مشاق الحمل والوضع والرضاعة، كما أشار القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ﴾ (لقمان:14).
سنجد أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قدوة في قوله وفعله.
ففي عام الحديبية، عندما مر بقبر والدته آمنة بنت وهب في الأبواء (موضع بين مكة والمدينة)، توقف وبكى بكاءً أثر في أصحابه، وقال: "استأذنت ربي أن أستغفر لها فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة" (رواه البغوي وأصله في صحيح مسلم). هذا الموقف يجسد مدى رقة قلب النبي صلى الله عليه وسلم وتعلقه بوالدته، رغم أنها توفيت وهو صغير.
لم يكن بر الوالدين خاصًا بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بل هو هدي الأنبياء والمرسلين قبله عليهم السلام أجمعين.
فنجد بر الوالدين في القران يتجلى في:
إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام، على الرغم من كفر أبيه، وخاطبه بكل لطف ولين: ﴿إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً﴾ (مريم:42). وعندما هدده أبوه، لم يزد إبراهيم على قوله: ﴿سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً﴾(مريم: 47)، مما يدل عظم بره بأبيه.
وقد أثنى الله على يحيى بن زكريا عليهما السلام بقوله تعالى: ﴿وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً﴾ (مريم: 14)،
ومن دعاء نوح عليه السلام ﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلا تَبَاراً﴾ (نوح:28).
كل هذه الشواهد من القرآن والسنة تبين أن بر الوالدين فريضة عظيمة، وهو سبيل إلى رضا الله والجنة.
القرآن الكريم ليس مجرد كتاب يُتلى، بل هو منهج حياة، وبوصلة توجه الإنسان في الدنيا والآخرة.
في جمعية تعلم، ندرك هذه الحقيقة، وأن تعلم القرآن الكريم منذ الصغر هو أساس تنشئة جيل واعي ومهذب يتحلى بخلق القرآن.
كما ندرك جيدًا عظمة بر الوالدين في القران والسنة النبوية الشريفة، وأن الإحسان إليهما من أعظم القربات وأجل الطاعات، وهو الأساس الذي تبنى عليه المجتمعات السليمة.
لذلك، نقدم لكم في "تعلم" برامج تعليمية قرآنية متكاملة ومبتكرة من خلال مشروع وقف النور القرآني والحلقات القرآنية.
هذه البرامج لا تقتصر على تحفيظ أبنائكم آيات القرآن فقط، بل تتجاوز ذلك لتمكنهم من فهم عميق لمعاني القرآن، وتفسيراته، وكيفية تطبيق تعاليمه في كل جوانب حياتهم اليومية.
بفضل الله، ثم بفضل جهود نخبة من الشيوخ الأفاضل والمعلمين المتقنين، نوفر لأبنائكم بيئة تعليمية فريدة تحفزهم على فهم القرآن الكريم وقيمه ومعانيه بما في ذلك بر الوالدين، لتنشئة جيل قرآني يتحلى بخلق القرآن ودين الإسلام.
في جمعية تعلم، لا نكتفي بالتركيز على فوائد قراءة القران وتعليمه وحفظه بل نسعى بكل جهدنا في بناء جيل فاهم لكتاب الله و آدابه وأحكامه.
اكفل معنا حلقة قرآنية وشاركنا في تعلم، معًا نربي أبنائنا على قيم القرآن وبر الوالدين ونخرج جيل صالح يحسد القرآن خلقًا وسلوكًا.