يمكنك التبرع باستخدام (أبل باي) باستخدام متصفح سفاري
الرياض - حي المروج
0554200750
آية الكرسي هي أعظم آية في القرآن الكريم، ذُكر في فضلها العديد من الفضائل العظيمة في الدنيا والآخرة.
تحتوي على الكثير من صفات الله العلى كما أن بها اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب.
لذلك، يعتبر تفسير اية الكرسي وفهمها أمرًا أساسيا في الفهم عن الله والإيمان به واليقين بالله الواحد الأحد، المحيط بكل شيء علمًا والقادر على كل شيء، والذي بيده ملكوت السماوات والأرض، الحي القيوم الذي لا يغفل ولا ينام، ولا يُعجزه حفظ هذا الكون العظيم.
معا، سنتناول تفسير آية آية لنفهم أكثر عن صفات وعظمة الله جل جلاله.
آية الكرسي هي درة التوحيد في كتاب الله، وقد خصها الإمام ابن كثير في تفسيره بالبيان الوافي، مؤكدًا على مكانتها العظيمة وما تحمله من أسرار إلهية.
ومن تفسير ابن كثير لآية الكرسي:
"اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ"
هذه الآية تؤكد على تفرد الله بالألوهية واستحقاقه للعبادة وحده دون سواه.
"الْحَيُّ الْقَيُّوم"
يُبين أن الله حي بذاته لا يموت أبدًا، وقائم على كل شيء ومدبر له، فكل المخلوقات مفتقرة إليه، وهو غني عنهم لا يمكن لهم الاستغناء عن أمره وحفظه.
"لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ"
تأكيد على كمال قيومية الله وعلمه ويقظته التامة، فلا يصيبه النقص، ولا الغفلة، ولا النعاس، أو النوم العميق.
فهو سبحانه مراقب لكل نفس بما كسبت، ولا يغيب عنه شيء أو يخفى عليه أمر.
"لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ"
هذه الآية تُؤكد أن الجميع عبيد الله، وكل ما في السماوات والأرض هو ملكه وتحت سلطانه وقدرته.
"مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ"
تُبرز عظمة الله وجلاله وكبريائه. لا يستطيع أحد أن يشفع عنده إلا بإذنه الصريح، بما يؤكد أن الشفاعة محض فضل من الله وليست حقًا لأحد.
وهذا يُطابق ما ورد في آيات أخرى كقوله تعالى: ﴿وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى﴾ [النجم: 26]
وقوله: ﴿وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى﴾ [الأنبياء: 28].
"يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ"
دليل على إحاطة علم الله بجميع الكائنات، ماضيها وحاضرها ومستقبلها.
"وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء"
يُوضح أن علم المخلوقات محدود، فلا يُمكن لأحد أن يدرك شيئًا من علم الله إلا بما يُعلِمه الله ويُطلِعه عليه، سواء كان ذلك متعلقًا بالكون أو بذات الله وصفاته.
"وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ"
يشير إلى عظمة الكرسي الذي وسع السماوات والأرض. وقد نقل ابن كثير عن ابن عباس أنه قال: "كرسيه موضع قدميه، والعرش لا يقدر قدره إلا الله عز وجل". كما ذكر حديث أبي ذر مرفوعًا: "ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهراني فلاة من الأرض".
وهذا يؤكد أن الكرسي مخلوق عظيم، وهو غير العرش الذي هو أكبر منه بكثير.
"ولا يؤوده"
أي لا يثقل عليه "حفظهما وهو العلي" بذاته فوق عرشه، العلي بقهره لكل المخلوقات، العلي بقدره لكمال صفاته.
"العظيم" الذي تتضاءل أمام عظمته قوى الجبابرة، وتنحني أمام جلاله أنوف الملوك.
فسبحان من له العظمة الكبرى، والكبرياء، والقهر على كل شيء.
تتضمن هذه الآية توحيد الإلهية والربوبية، إلى جانب توحيد الأسماء والصفات، كما تشير إلى إحاطة ملكه وعلمه، وسعة سلطانه وجلاله ومجده، وعظمته وكبريائه، وعلوه على جميع مخلوقاته.
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها أعظم آية في القرآن الكريم، مما يمنحها مكانة خاصة وفضلاً لا يُضاهى. عظمتها تنبع من احتوائها على الأسماء الحسنى وصفات الله العُليا، فهي تُبرز كمال الله وقدرته المطلقة وعلمه الشامل.
يُعتقد أن آية الكرسي تتضمن اسم الله الأعظم، الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى.
هذا الفضل يُضفي عليها قوة روحية عظيمة، ويجعل الدعاء بعد تلاوتها أكثر استجابة بإذن الله.
تُعتبر آية الكرسي حصنًا منيعًا لمن يقرأها، فقد ورد أنها تحفظ قارئها من الشرور والأذى، سواء من الجن أو الشياطين أو غيرهم من المخلوقات.
وورد انه من يقرأ آية الكرسي قبل النوم، فإن الله يظل عليه حافظًا، ولن يقترب منه شيطان حتى يصبح.
من أهم فضائل آية الكرسي ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أشار إلى أن من يلتزم بقراءتها بعد كل صلاة مكتوبة، فلن يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت.
وهذا يدل على عظم ثواب المواظبة عليها، وأنها قد تكون سببًا لدخول الجنة بفضل الله وكرمه.
تُستخدم آية الكرسي كذلك في الرقية الشرعية، لما لها من قوة في دفع العين والسحر والحسد، وهي تُعد شفاءً ودواءً للمرضى بإذن الله، خاصة عند تلاوتها بنية الشفاء.
في جمعية تعلم ندرك جيدا أهمية علم التفسير وأنه أساس الفهم الصحيح للقرآن الكريم
لذلك نقدم لك العديد من المشاريع القرآنية المتميزة التي تقدم تفسير القرآن الكريم كاملاً بما فيها تفسير اية الكرسي، هذه الآية العظيمة التي تُعد قلب القرآن الكريم، لما تتضمنه من صفات الجلال والكمال الإلهي.
فآية الكرسي ليست مجرد آية عابرة، بل هي أعظم آية في القرآن، تتجلى فيها أبهى صور أسماء الله الحسنى وصفاته العُلا.
هي تُعرفنا بالله حق المعرفة، فهو الحي الذي لا يموت، والقيوم الذي لا تقوم الكائنات إلا به وحده.
له وحده ملك السماوات والأرض بما فيهما، وعلمه محيط بكل شيء، لا يخفى عليه مثقال ذرة.
هذه المعاني العميقة تجعل من تدبر آية الكرسي وسيلة عظيمة لفهم صفات الله تعالى بشكل أعمق، وتزيدنا علمًا ويقينًا بمدى عظمته وكماله سبحانه.
وتكملة لهذه الرسالة العظيمة في فهم القرآن الكريم بشكل صحيح أنشأنا العديد من المشاريع مثل وقف النور القرآني والحلقات القرآنية المتعددة لتعليم القرآن الكريم وعلومه لآلاف الطلاب من مختلف الأعمار
نقدم لهم دروسًا للحفظ والتجويد والتلاوة الصحيحة والتفسير الدقيق تحت إشراف نخبة من المعلمين والمعلمات المؤهلين والحاصلين على إجازات في علم التفسير والقراءات، لضمان أعلى مستويات الجودة في التعليم القرآني.
إن تعلم تفسير اية الكرسي يساعد أبناءنا على فهم عظمة الله تعالى، وإدراك كمال أسمائه وصفاته، وترسيخ العقيدة الصحيحة في قلوبهم.
هذا الفهم العميق يزيد لديهم اليقين والإيمان بالله ويُحصّنهم من الشبهات، ويُثبت قلوبهم على طريق الهداية والاستقامة.
تواصل معنا اليوم، اكفل حلقاتنا القرآنية وادعم مشاريعنا المميزة وكن سببًا في نشر نور القرآن وعلومه.
فما أجمل من أن يجعلك الله سبحانه وتعالى سببًا في تعليم كتاب الله ومع كل حرف يُتلى تزداد أجرا وثوابًا لا ينقطع!