يمكنك التبرع باستخدام (أبل باي) باستخدام متصفح سفاري
الرياض - حي المروج
0554200750
عند تفسير سورة الإخلاص، سنجد أنفسنا أمام سورة عظيمة، هي خلاصة التوحيد وجوهر العقيدة الإسلامية.
هذه السورة المكية التي تعدل ثلث القرآن الكريم! نزلت لترسيخ أعظم مبدأ في الإسلام، وهو وحدانية الله سبحانه وتعالى وتنزيهه المطلق عن أي نقص أو مشابهة.
معا، نتعمق في دلالات هذه السورة المباركة، وسبب نزولها، ونستعرض فضائلها التي لا تحصى، ومعانيها التي تُشكل أساس إيمان كل مسلم.
ورد عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن المشركين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم: عن نسب الله! "يا محمد، انسب لنا ربك".
فأنزل الله تعالى: "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)".
"قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ": تؤكد هذه الآية على وحدانية الله المطلقة، فهو إله واحد لا شريك له ولا نظير.
"اللَّهُ الصَّمَدُ": فُسِّرت كلمة "الصمد" بأنها تعني الذي لم يلد ولم يولد، وهذا لأن كل من يولد سيموت، وكل من يموت سيورث، والله جل جلاله حي لا يموت ولا يورث، فهو السيد الذي يُقصد في الحوائج، ولا يحتاج إلى شيء.
"لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ": هذه الآية تُنزه الله تعالى عن أي شبيه أو نظير، فهو لم يتخذ ولدًا ولا والدًا.
"وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ": تؤكد على أنه ليس لله مثيل أو شبيه أو ند في ذاته أو صفاته أو أفعاله.
وقد جاءت عدة روايات عن الصحابة، مثل جابر وابن مسعود رضي الله عنهما، تؤكد أن سبب نزول السورة كان سؤال قريش أو أعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم عن نسب ربه، فنزل الجواب الإلهي الفاصل والحاسم.
ويعد هذا التفسير، تأكيد واضح وصريح للتوحيد الخالص لله الأحد الصمد، وتجريده سبحانه من أي نقص أو مشابهة للمخلوقات.
إن قراءة سورة الإخلاص وتدبرها يرسخ الإيمان بوحدانية الله في القلب، وهو أساس الدين و أعظم فضيلة في الإسلام.
لسورة الإخلاص فضائل عظيمة وردت في السنة النبوية الشريفة، من أبرزها:
من أبرز فضائلها أنها تعدل ثلث القرآن في الأجر والثواب. ذكر البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن شخصًا سمع آخر يكرر سورة "قل هو الله أحد"، فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليبلغ عن ذلك، وكأنه يعتقد أنها قليلة.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن".
هذا الفضل لا يعني أنها تُغني عن قراءة القرآن كله، بل يدل على عظم ثوابها وأهمية ما تحتويه من معاني توحيدية جامعة.
روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً أميرًا على سرية، وكان هذا الرجل يختم قراءته في الصلاة بسورة الإخلاص، وعندما سألوه عن سبب ذلك، أجاب: "لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها".
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أخبروه أن الله يحبه". وهذا يدل على عظيم فضل محبة هذه السورة والعمل بما دلت عليه.
في حادثة مشابهة، روى البخاري أن رجلاً من الأنصار كان يؤم قومه في مسجد قباء، وكان يقرأ سورة الإخلاص في كل ركعة قبل أن يقرأ سورة أخرى.
ولما سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب لزومه لهذه السورة، أجاب: إني أحبها.
فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما معناه ان حبه لها سبب دخوله الجنة.
هذه الفضائل العظيمة لسورة الإخلاص تؤكد مكانتها السامية في الإسلام، وتدعو المسلم إلى الإكثار من تلاوتها وتدبر معانيها، لما فيها من توحيد خالص لله سبحانه وتعالى.
عند تفسير سورة الإخلاص ستجد معنى كلمة الصمد يحمل دلالات عميقة ومتكاملة تُبرز عظمة الله سبحانه وتعالى.
لقد أوضحها العلماء بعدة أوجه رئيسية:
السيد الكامل في سؤدده: هو الله الذي بلغ أقصى درجات السيادة والكمال في جميع صفاته، من العلم المطلق، والحكمة البالغة، والقدرة الشاملة، والقوة التي لا تُدانيها قوة، هو السيد الذي لا يعلوه أحد.
المقصود في الحوائج: هو الملاذ الذي تلجأ إليه جميع الخلائق في كل حاجاتها ومطالبها، إليه وحده تُرفع الدعوات وتُطلب المعونة، لأنه الوحيد القادر على قضاء الحوائج وتفريج الكرب.
الذي لا جوف له (المصمت): هذا الوصف يُشير إلى غناه المطلق وكماله الذاتي، فهو لا يحتاج إلى طعام أو شراب وهذا فيه تنزيه لله عن مشابهة الأجسام الفانية.
الذي لم يلد ولم يولد: يُفهم هذا المعنى كشرح وتوضيح لماهية الصمدية، فكمال الصمدية وغناه عن كل شيء يقتضي أنه لا يُولد من أحد ولا يلد أحدًا، لأنه بذلك يكون محتاجًا أو مورِّثًا، والله منزه عن كل نقص.
باختصار، معنى الصمد في سورة الاخلاص هو الله الكامل في ذاته وصفاته، الذي تتجه إليه كل الكائنات في كل احتياجاتها، وهو الغني المطلق عن كل شيء، والذي تُنزه ذاته عن الولادة أو الاحتياج لأي شيء.
في جمعية "تعلم"، ندرك جيدًا أهمية تفسير سورة الإخلاص، فهي ليست مجرد آيات تُتلى، بل هي أساس التوحيد الخالص الذي تقوم عليه العقيدة الإسلامية.
إن فهمها بعمق يعني فهم جوهر الإيمان بالله الأحد الصمد، المنزه عن كل نقص أو مشابهة لمخلوقاته.
لذلك، نرى في تعليمها وتدريس معانيها أساس بناء جيل واعي يُدرك عظمة خالقه، ويُرسخ التوحيد في قلبه وسلوكه.
ولأننا وعلى مدار أكثر من 45 عامًا متميزون بالريادة في تعليم القرآن الكريم وعلومه في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، وندرك جيدا اهمية علم التفسير وقدرته في تخريج آلاف الطلاب الفاهمين حقا للقرآن الكريم.
أطلقنا العديد من المشاريع القرآنية لتعليم القرآن بطرق مبتكرة وبسيطة وميسرة مثل وقف النور القرآني، و الحلقات القرآنية لتوفير مناخ تعليمي مثالي، يمنح الطلاب فرصة استثنائية لتعلم القرآن الكريم بجميع جوانبه، من الحفظ المتقن إلى التلاوة السليمة والتجويد المحكم، تحت إشراف صفوة من المعلمين والمعلمات أصحاب الخبرة والكفاءة العالية.
مع جمعية تعلم، اكفل حلقة قرآنية وكن سببًا في تعليم أبنائنا تفسير سورة الإخلاص وفهم جوهر العقيدة والتوحيد.
تواصل معنا الآن وكن شريكا في أجر لا ينقطع!