Facebook فضل تدبر القرآن الكريم في الدنيا والآخرة | جمعية تعلم

يمكنك التبرع باستخدام (أبل باي) باستخدام متصفح سفاري

 فضل تدبر القرآن الكريم في الدنيا والآخرة

فضل تدبر القرآن الكريم في الدنيا والآخرة

القرآن الكريم هو كتاب الله العظيم، أنزله هدىً ونوراً لعباده ليضيء لهم دروب الدنيا، ويؤنس وحشتهم، ويكون لهم شفيعاً يوم القيامة. 

وإن من أعظم المنن التي أنعم الله بها علينا هي فضل تدبر القرآن الكريم، فهو الباب الذي يفتح لنا كنوز الهداية والرحمة، فالتدبر ليس مجرد تلاوة عابرة، بل تفكير عميق وتأمل في معاني كلام الله.

فمع كل آية نتدبرها هداية ترشدنا إلى الحق، وتجعلنا أكثر خشية لله وأشد امتثالاً لأوامره واجتناباً لنواهيه.

فالتدبر هو سبيل الارتقاء بالنفس والوصول إلى السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة.

تعرف على فضل تدبر القرآن الكريم 

  • تحقيق الغاية الأساسية من نزول القرآن: فالله تعالى أنزل كتابه لكي يُتدبر وتُفهم آياته، ويتعظ به أصحاب العقول الراجحة، كما قال سبحانه: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ وقد أكد العلماء على وجوب تدبر القرآن لمعرفة معانيه والعمل بما اشتمل عليه.

  • معرفة الله وتعظيمه: إن قراءة القرآن أو الاستماع إليه بتأمل وتدبر يورث في القلب معرفة الله والخشية منه سبحانه وتعالى، مما يعصم المسلم من الوقوع في المهالك والمعاصي.

  • الشعور بالراحة النفسية والسعادة الداخلية: القرآن شفاء لما في الصدور، وتدبره يمنح القلب سكينة وطمأنينة ويبعث فيها مشاعر الخشية والخوف والرجاء والوجل من الله عز وجل، ويملأ النفس بالرضا والسعادة الحقيقية.

  • الثبات على الحق في زمن الفتن: من اعتاد تدبر القرآن واستنار بنوره، يصبح قلبه أكثر ثباتًا ورسوخًا في وجه الشبهات والفتن، ويحميه من الانحراف عن الصراط المستقيم.

  • التأثر الوجداني العميق بالقرآن: عندما يتدبر الإنسان الآيات، فإنها تخاطب قلبه وعقله ووجدانه بشكل أعمق، مما يؤدي إلى خشية حقيقية، ودمع العين، وتوبة نصوح، وتغيير في السلوك نابع من فهم وإيمان راسخ.

  • نيل شفاعة القرآن يوم القيامة: القرآن يشفع لأصحابه الذين كانوا يتلونه ويعملون به ويتدبرون معانيه، ويكون نورًا لهم في ظلمة القبر ويوم الحشر.

حكم تدبر القرآن

التدبر في القرآن الكريم واجب شرعي على جميع المؤمنين القادرين عليه، وذلك لفهم آياته والاتعاظ بها والعمل بمقتضاها. 

وقد دلت على هذا الوجوب آيات قرآنية صريحة، منها قوله تعالى: 

﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ﴾ {ص:29}، وقوله: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ﴾ {النساء:82، محمد:24}. 

وقد أجمع جمهور المفسرين على فضل تدبر القرآن الكريم وفهم معانيه

فالطبري يرى أن الحث على الاعتبار بآيات القرآن يدل على وجوب معرفة تأويل ما لم يُحجب تأويله، إذ لا يُعقل الأمر بالاعتبار بما لا يُفهم. 

والقرطبي يستدل بقوله تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ﴾ على وجوب التدبر لمعرفة المعنى. 

بينما يرى الزركشي أن القرآن أنزل ليُفهم ويُعلم، ولذلك خوطب به أولو الألباب الذين يعقلون ويتفكرون.

كما يؤكد السيوطي أن تدبر الكلام بدون فهم معانيه غير ممكن، وأن العادة تمنع قراءة كتاب في أي علم دون استيضاحه، فكيف بكلام الله الذي هو عصمتهم ونجاتهم.

ماذا قال الرسول عن تدبر القرآن؟

إن الغاية الأسمى والمطلب الأجل من تلاوة القرآن الكريم هو فهمه وتدبر معانيه.

وقد ورد في صحيح مسلم عن حذيفة رضي الله عنه أنه شهد صلاةً مع النبي صلى الله عليه وسلم، ذات ليلة، حيث افتتح عليه الصلاة بسورة البقرة فاستوعبها قراءة، ثم تلاها بسورة النساء كاملة، ثم بسورة آل عمران، وكان صلى الله عليه وسلم يرتل القرآن ترتيلًا، فإذا لاحت له آية تنزيه لله سبحانه سبح، وإذا صادف آية مسألة دعا، وإذا تراءت له آية استعاذة التجأ إلى الله.

هذا يشير بوضوح إلى أن تدبر القرآن والتفكر في معاني كلماته كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ونهجه. 

فبغض النظر عن فضل تدبر القرآن الكريم يكفيك الاقتداء بسنة حبيبنا المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام.

حيث قال ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر: "إن أشرف أمتي هم حفظة القرآن والقائمون بليلهم للعبادة."

كيف تتدبر القرآن الكريم في خمس خطوات

  1.  اليقين بالحاجة الماسة للقرآن

يجب أن يستقر في قلب المسلم يقين تام بأن حاجته إلى القرآن تفوق حاجته إلى ضروريات الحياة، فالقرآن هو الروح والنور والهداية التي تحيي القلب وتبث فيه السكينة والطمأنينة، وبدونه يعيش الإنسان في ظلام وضلال مهما ملك من أمور الدنيا.

  1.  استحضار أن الخطاب القرآني موجه للقلب

ينبغي للمسلم أن يعي أن القرآن في المقام الأول يخاطب القلب، فهو سيد الجوارح وموضع الصلاح والفساد. فالآيات تنزل على القلب لتؤثر فيه وتوقظ فطرته ولا يتحقق التدبر إلا بحضور القلب.

  1. إتقان فن تلاوة القرأن

يُستحسن التمهل والترتيل في القراءة وتجنب السرعة، لأن ذلك ينافي الخشوع والتدبر وحضور القلب، ويقلل من الانتفاع بالقرآن، كما أن تكرار الآيات، والجهر بالقراءة (عند الاقتضاء)، وتجميل الصوت بالتلاوة من الآداب التي تساعد على التدبر.

  1. إزالة عوائق الفهم

لا يتحقق التدبر إلا بفهم المعنى العام للكلمات والآيات. لذا، ينبغي للمسلم الاجتهاد في قراءة كتب التفسير لتحصيل القدر اللازم من الفهم. 

وفي المقابل، يجب اجتناب الذنوب والمعاصي والبدع والخرافات، لأنها تحجب الفهم الصحيح والنور والهداية عن القلب.

  1. اختيار نقطة البداية للتدبر

كان من هدي الصحابة رضي الله عنهم البدء بتدبر سور المفصل وتعليمها لأبنائهم، لما تتميز به من سهولة ويسر نسبي. 

كما يرى أهل العلم أن  التعمق في فهم سورة الفاتحة، يفتح أبوابًا واسعة للتدبر والتفكر، حيث أن هذه السورة تحتوي على جوهر علوم القرآن.


تعلم القرآن الكريم وكيفية تدبره مع جمعية تعلم 

تتميز جمعية تعلم لتعليم القرآن الكريم وعلومه بمكانتها الرائدة في تعليم كتاب الله في المملكة العربية السعودية على مدار 45 عاماً حيث عملت على تخريج أجيال حافظة لكتاب الله تتدبر معانيه وتحمل نوره ورسالته في كل مكان.

في تعلم، نهتم اهتمامًا بالغًا بكيفية تعليم القرآن الكريم من خلال تبني مناهج تربوية حديثة تسعى لتوفير بيئة تعليمية جاذبة ومحفزة على تعلم كتاب الله وفهم معانيه، كما نحرص على تأهيل معلمين ومعلمات أكفاء يتمتعون بالعلم والخبرة والقدرة على إيصال معاني القرآن بأساليب مبتكرة وجذابة تناسب مختلف الفئات العمرية والمستويات.

وإدراكًا منا بفضل تدبر القرآن الكريم والتفكر في آياته، نتبنى العديد من البرامج والمشاريع التي تهدف إلى تعميق ارتباط الطلاب بكلام الله. 

وتشمل هذه المبادرات حلقات تدبر متخصصة، ودروسًا معمقة في تفسير الآيات ومعاني الكلمات، بالإضافة إلى فعاليات تركز على كيفية استخلاص الهدايات والعبر من القصص القرآنية والأحكام الشرعية، بما يثري فهم الطلاب ويزيد من انتفاعهم بالقرآن الكريم.

إن الدور الذي نقوم به في جمعية تعلم يتجاوز مجرد تعليم الحروف وتلاوة الآيات، بل نسعى جاهدين لتأسيس علاقة حقيقية بين الطالب وكتاب الله، علاقة مبنية على الفهم العميق والتدبر الواعي لآياته، ليصبح القرآن منهج حياة ينير دروبهم ويهدي خطاهم.


لا تفوت فرصة الانضمام إلى جمعية تعلم الآن، وابدأ معنا رحلتك نحو التدبر خطوة بخطوة، ونل فضل تدبر القرآن الكريم في الدنيا والآخرة.


الأسئلة الشائعة 

ما هي ثمرات تدبر القرآن الكريم؟

لتدبر القرآن الكريم آثار عميقة وشاملة على حياة المسلم، فالمتدبر يعتبر بالقصص، ويوقن بالغيب، وينصاع لأحكام الله، بخلاف من يغفل عن تدبره. 

وتتجلى هذه الآثار في جوانب متعددة:

1. الآثار القلبية

  • التأثر العميق والخشوع والبكاء عند سماع آيات الرحمن خوفًا من الله وعظمته.

  • حضور القلب والعقل والتمعن في المعاني حيث لا يمر المتدبر على الآيات مرورًا سطحيًا.

  • الفرح والاستبشار بما وعد الله به المؤمنين من خير ورضوان.

  • الخوف والمهابة من عذاب الله ووعيده والحذر من الوقوع في المعاصي.


2. الآثار العملية

  • السجود والخضوع تعظيمًا وإجلالًا لله عند سماع آيات السجود.

  • العمل بالقرآن وتطبيق أحكامه مقتديًا بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان خلقه القرآن.

  • يسعى المتدبر إلى فهم معاني الآيات وتطبيقها في حياته، كما كان يفعل الصحابة رضوان الله عليهم.


3. الآثار في بناء الإيمان

  • بناء المعرفة والهداية من خلال التفكر في الآيات المتلوة و المشهودة في الكون الدالة على وحدانية الله.

  • التفكر والتأمل في عجائب مخلوقات الله وبديع صنعه وعظيم قدرته.

  • يرسخ التدبر الإيمان بأن الله وحده المستحق للعبادة.