يمكنك التبرع باستخدام (أبل باي) باستخدام متصفح سفاري
الرياض - حي المروج
0554200750
لماذا أقسم الله بالبلد في القرآن الكريم، وما الذي تعنيه هذا "البلد"؟
من المقصود في سورة البلد، ولماذا تعتبر سورة البلد تحديدًا دعوة للتأمل في حياتنا وقيمنا؟
هذا ما سوف نوضحه لك، من خلال تفسير سورة البلد، هذه السورة المكية التي تبدأ بقسم إلهي عظيم، وتنتقل إلى وصف حال الإنسان المغرور بقوته وماله، ثم تذكّره بنعم الله عليه، وكيفية السبيل إلى النجاة والسعادة.
افتُتحت السورة بقسم عظيم لزيادة الاهتمام والتعظيم للمقسوم به.
يقول تعالى ﴿ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ١ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ٢ وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ٣ ﴾
يرى جمهور المفسرين أن "لا" هنا زائدة لتأكيد القسم، والمعنى، أُقسم بهذا البلد، وهو مكة المكرمة، أُم القرى، التي فيها البيت الحرام.
وكونك يا محمد حِـلٌّ بهذا البلد أي مقيم به، يقتضي عظيم شرفه ورِفعة مكانته ببركة وجودك.
قيل هو قسم بآدم عليه السلام وما ولده من البشرية، وقيل هو قسم بإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، أو قسم بكل والد وما ولد لإظهار عظمة نعمة التناسل والنشأة.
هذا هو جوهر السورة، فـالكبد هو المشقة والعناء والمكابدة، فالإنسان يولد في كبد ويظل يكابد مصاعب الحياة في نموه ومعيشته، حتى يلقى ربه.
الآية توجه اللوم إلى الإنسان المغرور بقوته أو ماله.
أي يتفاخر بأنه أنفق كثيرًا من المال، لا في سبيل الله، بل في اللهو والرياء، ظنًّا أن أحدًا لا يراه.
ثم يُذكّره الله بنعمه:
﴿ أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ، وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ، وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴾
أي وهب الله له البصر والنطق والتمييز بين طريق الخير وطريق الشر.
أي لم يجاهد نفسه ليقتحم طريق النجاة، الذي يتمثل في أعمال الخير مثل:
فَكُّ رَقَبَةٍ (عتق الأسرى)، أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (إطعام الجائعين في وقت الشدة)، يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (يتيم من الأقارب)، أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (فقير شديد الحاجة).
أصحاب الميمنة: هم المؤمنون الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح والرحمة بالناس.
أصحاب المشأمة: هم الكافرون الذين أعرضوا عن آيات الله واستكبروا، فعليهم نار مغلقة لا يخرجون منها.
اختلف المفسرون عند تفسير سورة البلد في من المقصود، ولكن المعنى العام يشمل كل إنسان مغرور بقوته أو ماله يظن أن لا أحد يقدر عليه!
وقد نزلت بعض الآيات في أحد كفار قريش الأشداء مثل أبي الأشد الجمحي أو الوليد بن المغيرة، الذين تباهوا بقوتهم وإنفاقهم للمال الكثير في العداوة للإسلام والمباهاة به، ظانين أنه لا رقيب عليهم.
ومع ذلك، فالمقصود لا يقتصر عليهم فقط، بل يشمل كل من يسلك طريق الكبر والغرور وينسى أن الله يراه ويحاسبه.
في جمعية تعلّم لتعليم القرآن الكريم وعلومه، نسعى إلى غرس محبة كتاب الله في قلوب أطفالنا من خلال برامج متكاملة تجمع بين التعليم والتربية.
ومن أبرز مبادراتنا مشروع وقف النور القرآني، الذي يهدف إلى توفير بيئة تعليمية مميزة تساعدهم على فهم سور القرآن ومعانيها وتطبيقها في حياتهم اليومية.
فمن خلال هذا الوقف المبارك، نُساهم في إعداد جيلٍ ناشئٍ يقرأ القرآن قراءة صحيحة، ويتدبّر آياته بوعي وإيمان، وأسلوب مبسّط يقرّب المفاهيم القرآنية إلى عقول الصغار وقلوبهم.
ويتميز مشروع وقف النور القرآني بـ:
إنتاج مناهج تفسير مُيسَّرة مصممة خصيصًا للأطفال والطلاب، تُبسّط معاني سور القرآن الكريم بأسلوب شيّق وسهل الفهم، وتربط بين التلاوة والتطبيق العملي في حياة الطفل اليومية.
تقديم حلقات تعليمية وتدبّرية تفاعلية تجمع بين الحفظ والفهم والتطبيق العملي للسلوك القرآني لجميع الفئات العمرية.
وسائل تعليمية حديثة تناسب الصغار والكبار، وتُقرب المعاني القرآنية بأسلوب مشوق وسهل الفهم.
تفسير ميسر للسور القرآنية بأسلوب قصصي وتربوي يساعد المتعلّم على ربط الآيات بحياته اليومية.
على مدار أكثر من 45 عاما كان لجمعية تعلّم الريادة في تعليم القرآن الكريم وعلومه، لا تكتفي الجمعية بمشروع وقف النور القرآني فقط، بل تتجاوز ذلك لتمتلك شبكة متكاملة من الحلقات القرآنية المنتشرة في مختلف مناطق المملكة، لتعليم كتاب الله تلاوةً وإتقانًا، وتدبرًا وفهمًا عميقًا.
وإدراكًا بعمق أهمية علم التفسير باعتباره أساس فهم كتاب الله وفهم معانيه، تُولي الجمعية اهتماماً خاصاً لتقديم برامج تفسيرية مُيسرة ومُتخصصة كبرنامج تفسير سورة البلد الذي يُغرس من خلاله في نفوس الصغار والكبار معاني الصبر، والعمل، والرحمة، والإحسان.
إن أكثر ما يميزنا في تعلّم، هو تقديم نموذج متكامل ومستدام لخدمة كتاب الله، من خلال:
الشمولية في البرامج، حيث لا تقتصر برامجنا على التحفيظ بل تشمل التجويد، والإقراء، وعلم التفسير لكافة المراحل العمرية.
تقديم مناهج مُعدة خصيصًا لكل فئة، ومُصممة بعناية لتناسب إدراك الأطفال والكبار.
توفير معلمين ومعلمات وشيوخ متخصصين في علوم القرآن ومؤهلين تربوياً للتعامل مع مختلف الفئات.
بيئة داعمة ومحفزة مُجهزة بأحدث الوسائل التعليمية لدعم الفهم والتدبر.
ربط القرآن بالحياة والتركيز على تحويل الفهم النظري للآيات إلى سلوك عملي وقيم أخلاقية تُمارس في الحياة اليومية.
هل ترغب أن يكون لك سهمٌ في تعليم القرآن ونشر نوره بين الأجيال؟
ساهم معنا الآن في جمعية تعلّم، واكفل حلقة قرآنية وعلم أبنائنا وبناتنا تفسير سورة البلد وباقي سور القرآن الكريم وكن سببا في تنشئة جيل يفهم القرآن الكريم ويطبق قيمه وتعاليمه في حياته وأفعاله.
